قمة نيس تختتم بمسودة إعلان طارئة لإنقاذ محيطات العالم
قمة نيس تختتم بمسودة إعلان طارئة لإنقاذ محيطات العالم
استعد المندوبون المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية لاعتماد الإعلان السياسي الختامي للقمة، الذي يحمل عنوان: "محيطنا، مستقبلنا: متحدون من أجل عمل عاجل"، وذلك عقب أربعة أيام من النقاشات المكثفة.
وفق تقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة الخميس تمخضت المناقشات عن شعور نادر بالتضامن حول الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بحماية الحياة تحت سطح الماء، بحسب لي جونهوا، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
إلحاح غير مسبوق وتدابير فورية
أفضت جولات التفاوض الأربع، التي عقدت منذ يناير الماضي في نيويورك، إلى بلورة رؤية جديدة أكثر إلحاحًا لإنقاذ المحيطات.
ودعا مشروع الإعلان إلى تنفيذ تدابير فورية وتحويلية، محذرًا من تداعيات تغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد البحرية.
كما شدد على ضرورة تسريع الجهود نحو تمويل سهل وفعال، نظراً لأن الهدف الـ14 لا يزال من بين أقل الأهداف تمويلًا ضمن أجندة التنمية المستدامة.
جزر تناضل من أجل صوتها
لعبت الدول الجزرية الصغيرة النامية دورًا بارزًا في صياغة الإعلان، نظراً لموقعها المتقدم في خط المواجهة مع ارتفاع منسوب مياه البحار وتدهور النظم البيئية البحرية.
وأعربت صفية ساوني، مبعوثة غرينادا الخاصة لشؤون المناخ، عن ارتياحها لإدراج "أجندة أنتيغوا وبربودا" في الإعلان السياسي، مشيرة إلى أنها تمثل بوصلة جديدة للدول الجزرية منذ اعتمادها في مايو 2024.
وقالت ساوني: "جزء كبير من تراثنا وثقافتنا واقتصادنا يأتي من المحيط، ولا يمكن أن نقبل إعلانًا حول المحيط دون أن تكون أصواتنا حاضرة فيه".
لا مساومة على الطبيعة
استخدمت الدول الجزرية تجربتها في مفاوضات المناخ للضغط من أجل إعلان قوي لا يفرّط في حماية البيئة البحرية.
وأكدت ساوني أن "التعددية الحقيقية تتطلب تقديم التنازلات، لكن الطبيعة ليست ضمن ما يمكن التنازل عنه".
وطالبت الدول الكبرى بتحمّل مسؤولياتها والقيام بـ"العمل الفعلي" لا الاكتفاء بالتمويل أو الوعود.
الرؤية الكاريبية للمحيط
أطلقت 12 حكومة كاريبية في اليوم الأول للمؤتمر مبادرة "العمل الأزرق: الرؤية الكاريبية للمحيط 30x30"، وهي خطة طموحة لحماية 30% من النظم البيئية البحرية بحلول عام 2030.
وأشارت ساوني إلى أن هذه الخطوة تُعد امتدادًا لمبادرات سابقة، مثل "تحدي الكاريبي 2008"، الذي أسفر عن حماية 49 ألف كيلومتر مربع من المناطق البحرية.
وقالت: "لسنا فقط هنا للمشاركة.. بل لتشكيل أجندة المحيط العالمي، وسنواصل العمل مهما كانت التحديات".
كسر الاعتماد على الخارج
أكدت ساوني أن منطقة الكاريبي تسعى الآن إلى "تغيير المسار"، عبر تقليل اعتمادها على الدعم الخارجي وبناء قدراتها الذاتية.
وقالت: "العمل الحقيقي يبدأ بعد نهاية المؤتمر، ونأمل أن يكون دعم الشركاء نابعاً من إدراك التزامنا لا من ضعفنا".
يمثل مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط محطة رئيسية ضمن جهود حماية البيئة البحرية، وركيزة لتنفيذ الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة.
ويأتي المؤتمر في ظل تفاقم التهديدات التي تواجه المحيطات، مثل ارتفاع درجات الحرارة، التلوث البلاستيكي، وتآكل التنوع البيولوجي.
ويعدّ هذا المؤتمر تتويجًا لمؤتمرين سابقين أقيما في نيويورك (2017) ولشبونة (2022)، ويهدف إلى تحويل الوعود الدولية إلى خطوات عملية لحماية ثروات المحيط.