شركات طيران تعلق رحلات إلى الشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية على إيران

تسببت الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل، فجر الجمعة، على منشآت عسكرية ونووية في إيران، في حالة من الارتباك الواسع في حركة الطيران المدني بالشرق الأوسط، حيث أغلقت عدة دول مجالاتها الجوية، ما دفع شركات طيران عالمية إلى إلغاء أو تعديل مسارات عشرات الرحلات بحسب فرانس برس.

إجراءات فورية من شركات الطيران الكبرى

علّقت طيران الإمارات رحلاتها من وإلى العراق والأردن ولبنان وإيران حتى إشعار آخر، في خطوة احترازية لضمان سلامة الركاب، واتخذت الخطوط القطرية قرارًا مماثلًا بتعليق مؤقت لرحلاتها إلى إيران والعراق.

كما أعلن الطيران المدني الكويتي عن اضطرابات في جدول الرحلات في مطار الكويت الدولي، شملت إلغاءً وتحويلًا لبعض الرحلات.

بدورها علقت إير فرانس الفرنسية رحلاتها إلى تل أبيب، لكنها أبقت على رحلاتها إلى بيروت مع مراقبة الوضع.

مجموعة لوفتهانزا، بما في ذلك الخطوط السويسرية، علّقت الرحلات إلى طهران وتل أبيب، ومددت فترات الإلغاء حتى يوليو وأكتوبر في بعض الحالات.

روسافياتسيا، هيئة الطيران الروسية، طلبت من الشركات الروسية تجنب التحليق فوق إسرائيل والأردن والعراق وإيران حتى إشعار آخر.

إير إنديا غيّرت مسارات 16 رحلة بعد اقترابها من الأجواء الإيرانية أثناء القصف، ما اضطر طائرتين إلى العودة أدراجهما.

كما تأثرت عمليات مطارات أبوظبي ودبي، مع إعلان عن تأخيرات وإلغاءات نتيجة الإغلاق الجوي فوق إيران وسوريا والعراق.

تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران

تأتي هذه التطورات الجوية في ظل تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران، وسط توتر غير مسبوق في المنطقة منذ عقود، وكانت إيران قد أطلقت، في وقت سابق هجومًا واسعًا بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل، في رد معلن على استهداف إسرائيلي سابق لقنصلية إيران في دمشق، أسفر عن مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني.

ويُعتبر المجال الجوي في الشرق الأوسط من أكثر المسارات الجوية استخدامًا بين آسيا وأوروبا، وأي اضطراب فيه ينعكس بشكل مباشر على مئات الرحلات يوميًا، ما يدفع شركات الطيران لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية طواقمها وركابها، وتجنّب المجازفة في الأجواء المتوترة سياسيًا وعسكريًا.

كما يعكس الإغلاق الواسع للمجالات الجوية هشاشة الوضع الأمني في الإقليم، ويثير القلق من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع نطاقًا قد تؤثر ليس فقط على أمن الطيران، بل على سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.