بعد الغارات على إيران.. مشاعر خوف وقلق تعمّ الشوارع الإسرائيلية
بعد الغارات على إيران.. مشاعر خوف وقلق تعمّ الشوارع الإسرائيلية
استفاقت فيريد سعار، الطاهية البالغة من العمر 54 عامًا، كما كثيرون في تل أبيب، الجمعة على أصوات إنذار مدوٍّ وقلق عارم بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران.
فور سماع التحذيرات على هاتفها، سارعت فيريد إلى الاتصال بأولادها، تقول: "كان الأمر مخيفاً جداً، لم أستطع أن أنام، ما يقلقني هو عدم وضوح الصورة، والخوف من وقوع إصابات أو تفشي الفوضى" وفق فرانس برس.
"لا عمل في ظل التوتر"
أعربت فيريد عن قلقها ليس فقط على حياة أحبائها بل على المستقبل المعيشي والاقتصادي، قائلة: "لا يمكنك أن تعمل في هذه الظروف أو تفعل أي شيء. الوضع يقتل الحياة الطبيعية."
الضربات وسلسلة الردود
شنّت إسرائيل في وقت مبكر من صباح الجمعة سلسلة من الضربات العسكرية الواسعة على مواقع إيرانية شملت منشآت في نطنز وطهران، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.
في المقابل، توعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية إسرائيل بـ"مصير مرير ومؤلم".
التحذيرات والدعوة للبقاء قرب الملاجئ
في إجراء احترازي، دعت السلطات الإسرائيلية المواطنين إلى البقاء قريبين من الملاجئ في جميع أنحاء البلاد، تحسبًا لهجوم إيراني مضاد.
وبالفعل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت نحو 100 طائرة مسيرة تم اعتراضها قبل أن تبلغ الأراضي الإسرائيلية، كما أعلن الأردن اعتراضه لطائرات مسيرة وصواريخ دخلت مجاله الجوي، في حين دوت صفارات الإنذار في العاصمة عمان.
شوارع خالية وخوف مشوب بالترقب
في صباح اليوم نفسه، بدت شوارع المدن الإسرائيلية الرئيسية شبه فارغة، في مشهد وصفه السكان بأنه "يشبه يومًا في حالة طوارئ"، ومع حلول بعد الظهر، رفعت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي التحذيرات، مشيرة إلى أن التهديد أصبح "تحت السيطرة".
"نشعر بالضعف"
رغم تطمينات السلطات، فإن القلق لم يغادر النفوس، يقول أور حسون، أستاذ جامعي في الـ45 من العمر: "نشعر أننا بلا سند. حكومتنا تلعب بأرواحنا وأرواح الآخرين، نحن قلقون ومتعبون، وقليلو الحيلة."
ويتابع: "الشيء الوحيد المؤكد هو عدم اليقين، نعيش حياتنا لحظة بلحظة، وهذا مرهق ومحبط."
أصوات مؤيدة للضربات
في المقابل، أبدى بعض الإسرائيليين تأييدهم للضربة، يقول أليكس، الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل:
"من حيث المبدأ، أرى أن الضربة كانت ضرورية، إيران ليست لاعباً نزيهًا في هذا العالم، وبرنامجها النووي يمثل تهديداً واضحاً."
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد غير مسبوق للتوتر بين إسرائيل وإيران، على خلفية البرنامج النووي الإيراني والدور الإقليمي لطهران، وتصاعدت الدعوات داخل إسرائيل خلال الأشهر الماضية لتوجيه ضربات استباقية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، أما إيران، فترى في هذه الهجمات انتهاكًا لسيادتها واستفزازًا يستوجب الرد، ما يهدد بإشعال صراع إقليمي واسع النطاق في حال خروج الوضع عن السيطرة.