مسؤول أممي: لا يوجد مخرج للأزمة في منطقة الساحل "بدون تنمية"
مسؤول أممي: لا يوجد مخرج للأزمة في منطقة الساحل "بدون تنمية"
تلعب الدول والمؤسسات العامة فيها دوراً مهماً في حل الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل الإفريقي، من خلال ضمان تقديم الخدمات الأساسية وإنشاء البنى التحتية التنموية، حيث لا يوجد مخرج للأزمة "بدون تنمية"، وهذا يتطلب حداً أدنى من الدعم المالي، وفقا للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل، محمد صالح النظيف.
وأكد صالح، في حوار للموقع الرسمي لأخبار "الأمم المتحدة"، أنه من المهم أيضًا أن ننظر إلى الساحل كمنطقة فرص وليس مجرد مشكلة، كما يجب اعتبار الناس جزءًا من الحل وليسوا جزءاً من المشكلة.
وتعد منطقة الساحل منطقة شاسعة قليلة السكان تمتد عبر إفريقيا من السنغال في الغرب إلى جيبوتي في الشرق، وهي منطقة دائمة الأزمات بسبب الصراع المرتبط بالإرهاب وآثار تغير المناخ والافتقار إلى التنمية.
وقال صالح: "الناس الذين يعيشون في منطقة الساحل بعيدون عن مراكز صنع القرار في البلدان التي تتكون منها المنطقة، وبالتالي فهم يعيشون على الهامش، لكنهم يتمتعون بالمرونة والاكتفاء الذاتي، ويعيشون من التجارة والزراعة البدوية".
وتابع: "بعد الاضطرابات السياسية في ليبيا وقبل ذلك، في أفغانستان، أصبحت هذه المنطقة ملاذًا للجماعات الإرهابية التي تستخدم الدين للتحريض على الكراهية، مستغلة حقيقة أن معظم الناس في منطقة الساحل حساسون للغاية تجاه القضايا الدينية".
وأضاف: "بسبب نقص الخدمات الأساسية والبنية التحتية، يمكن أن يميل بعض الناس إلى التمسك بخطاب هذه الجماعات، الذين يلعبون في بعض الحالات دور الدولة من خلال تقديم خدمات مثل التعليم والصحة والعدالة".
وتابع: "لذلك، اليوم، أصبحت المنطقة ترسانة مفتوحة، حيث تتداول الأسلحة كالخبز، يمكن لأي شخص الحصول على سلاح، وهذا يثير العنف، كما تعاني المنطقة أيضًا من تأثير تغير المناخ، وهو ما دفع الرعاة الرحل والمزارعون إلى مزيد من الصراع بسبب محدودية الموارد".
وأضاف صالح: "بقليل من الدعم، يمكن لبلدان الساحل أن تحرز تقدمًا في مواجهة هذه الأزمات المتداخلة وتوفر حصنًا ضد الإرهاب، لكن من المهم أن يظل المجتمع الدولي منخرطًا في دعم جهود دول المنطقة".
وشدد المسؤول الأممي على أن زيادة الاستثمار في التعليم أمر حيوي للتوصل إلى حلول دائمة، في المنطقة، التي تتكون من 60 إلى 70% من الشباب، مؤكدا أنه من الضروري مضاعفة الجهود لضمان حصول الشباب على التعليم.
وقال: "يريد معظم سكان الساحل السلام، إنهم يعملون بجد ويتمتعون بالمرونة ويمكنهم العيش بقليل جدًا، وهناك فرصة لاستغلال الموارد التي تقع تحت سطح الأرض، على سبيل المثال مصادر المياه الجوفية والمعادن والذهب".
وأوضح:" يبيع الإرهابيون الذهب المستخرج من منطقة الساحل لتمويل عملياتهم، إذا تم استغلال هذه الموارد بشكل صحيح؛ إذا استفاد الناس الذين يعيشون في منطقة الساحل، فسيكون ذلك وسيلة لوقف التدفقات غير المشروعة للمخدرات والأسلحة والناس في جميع أنحاء المنطقة".
وكجزء من تنفيذ إستراتيجية الأمم المتحدة المتكاملة لمنطقة الساحل (UNISS)، تسهم الأمم المتحدة في توطيد السلام والمساعدات الإنسانية والتنمية من خلال عمل وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها المخصصة لخدمة سكان منطقة الساحل، بشكل يومي لتشكيل مستقبل أفضل.
وتحت قيادة مار دياي، يشارك مكتب منسق تنمية منطقة الساحل (OCDS) بنشاط في حشد الشركاء الإقليميين والدوليين للإسراع بتنفيذ البرامج والمشاريع الإنمائية كجزء من إطار عمل UNISS.