أسعار النفط تقفز 7% بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران

أسعار النفط تقفز 7% بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 7% في الأسواق العالمية، لتصل إلى 72.98 دولار للبرميل، بفعل تصاعد المخاوف بشأن استقرار تدفق الخام عبر منطقة الخليج، وذلك في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على إيران، بحسب ما أفادت به وكالة "أسوشييتد برس" مساء الجمعة.

أدى التصعيد المفاجئ، الذي طال منشآت نووية وقواعد صواريخ إيرانية، إلى إشعال قلق عالمي من احتمال تأثر مضيق هرمز -الممر البحري الأهم في تجارة الطاقة- الذي تمر من خلاله نحو خمس إمدادات النفط العالمية، ما يعادل 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود.

أكدت القوة البحرية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة أن حركة الملاحة التجارية لا تزال تمر عبر مضيق هرمز، رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي الإيرانية صباح الجمعة، إلا أن تقارير أفادت برغبة بعض مالكي السفن التجارية في تغيير مساراتهم وتفادي المرور عبر هذا الممر الحساس، تحسبًا لأي تطور مفاجئ قد يعرض الشحنات للخطر.

وسبق لإيران أن هدّدت مرارًا بإغلاق المضيق ردًا على الضغوط الغربية والعقوبات، ما جعل من هذه المنطقة بؤرة توتر مزمنة في العلاقات الدولية المتعلقة بالطاقة.

تحذيرات من تأثيرات كارثية

أوضح المحلل الاقتصادي أولي هفالبي، من شركة "إس.إي.بي"، أن "القلق الرئيسي في الأسواق حاليًا يتمحور حول ما إذا كانت هذه التطورات ستؤثر فعليًا في حركة النفط عبر مضيق هرمز"، مشيرًا إلى أن "هذا الممر المائي الحرج ظل لسنوات عرضة للتقلبات الجيوسياسية، ورغم أنه لم يتأثر حتى الآن، إلا أن الوضع هش للغاية".

ويؤكد اقتصاديون أن أي تعطيل لحركة النفط في الخليج قد يؤدي إلى ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، ويزيد الضغوط على اقتصادات العالم التي تعاني بالفعل من أزمات تضخم وركود.

جاءت هذه الاضطرابات الاقتصادية بالتزامن مع إعلان الحرس الثوري الإيراني عن بدء عملية "الوعد الصادق 3"، التي شملت إطلاق عشرات الصواريخ نحو أهداف ومراكز عسكرية وقواعد جوية إسرائيلية، ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي أن الضربات نُفّذت ردًا على العملية الإسرائيلية غير المسبوقة التي بدأت فجر الجمعة.

وشدد الحرس الثوري على أن هذه العملية ليست سوى البداية، مؤكدًا أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مواقع حساسة داخل إيران بينها منشآت نووية ومراكز عسكرية.

هجوم غير مسبوق

أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية تحت اسم "الأسد الصاعد"، بمشاركة أكثر من 200 مقاتلة حربية، واستهدفت خلالها منشآت حيوية إيرانية، بما في ذلك قواعد صواريخ ومنشآت نووية ومراكز بحوث. 

واغتيل خلال الهجوم عدد من القيادات الإيرانية البارزة، بينهم رئيس الأركان اللواء محمد بارري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب عدد من العلماء النوويين.

وصف الجيش الإسرائيلي الهجوم بأنه "استباقي ومخطط بتوجيه من المستوى السياسي"، في حين صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "الهدف هو شلّ البنية التحتية العسكرية النووية الإيرانية، وإضعاف قدراتها على شن أي هجوم مستقبلي".

ومن جانبه، توعد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بـ"رد ساحق" على الهجوم الإسرائيلي، قائلًا إنه "سيجعل إسرائيل تندم على فعلتها"، في وقت أكد فيه قادة إيرانيون أن لطهران "الحق المشروع في الردّ الكامل والمباشر".

وتشير تحليلات إلى أن المشهد الإقليمي يتجه نحو تصعيد واسع قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة، ما ينذر بتعقيدات جيوسياسية قد تطول الاقتصاد العالمي والأمن البحري، وتُفاقم من أزمة الطاقة العالمية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية