"التليفزيون الإيراني": مقتل 60 مدنياً بينهم 20 طفلاً في قصف إسرائيلي
"التليفزيون الإيراني": مقتل 60 مدنياً بينهم 20 طفلاً في قصف إسرائيلي
كشفت وسائل الإعلام الإيرانية، اليوم السبت، عن حصيلة مأساوية خلفها القصف الإسرائيلي على العاصمة طهران، مساء أمس الجمعة، حيث قُتل 60 شخصًا بينهم 20 طفلًا، نتيجة استهداف مبنى سكني مكتظ بالسكان.
وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي أن عناصر الإنقاذ ما زالت تواصل رفع الأنقاض من موقع القصف في أحد الأحياء السكنية وسط العاصمة طهران، حيث تم انتشال 38 جثة حتى الآن، من بينها جثامين 10 أطفال.
وأكدت التقارير أن القصف الصاروخي الإسرائيلي دمّر مبنى سكنيًا مكونًا من عدة طوابق، ما أدى إلى انهياره بالكامل فوق رؤوس قاطنيه، ومعظمهم من العائلات.
وأوضح مسؤولون محليون أن الجهود مستمرة للبحث عن ناجين، وسط تحذيرات من احتمال ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات القادمة، في ظل وجود عشرات المفقودين تحت الركام.
عملية "الأسد الصاعد"
بدأت إسرائيل فجر الجمعة، هجومًا جويًا واسعًا وغير مسبوق على عدة مواقع داخل الأراضي الإيرانية، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "عم كلافي" أو "الأسد الصاعد".
ونفّذ سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات المتزامنة التي استهدفت منشآت نووية، ومراكز تصنيع صواريخ باليستية، وقواعد عسكرية، إلى جانب اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين البارزين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية العملية بأنها "استباقية تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والنووية الإيرانية قبل أن تشكل تهديدًا مباشرًا على إسرائيل"، فيما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "العملية ستتواصل بمراحلها القادمة خلال الأيام المقبلة".
الرد بموجات صاروخية
في المقابل، ردّت طهران مساء الجمعة بموجات صاروخية كثيفة استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، وفق ما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في إطار عملية أطلق عليها اسم "الوعد الصادق 3".
واستهدفت الصواريخ الإيرانية، بحسب مصادر رسمية، قواعد جوية وثكنات عسكرية ومنشآت صناعية داخل إسرائيل، في حين سُمع دوي انفجارات في مناطق متفرقة من الجنوب الإسرائيلي، تزامنًا مع تفعيل صفارات الإنذار.
وأكد مسؤولون إيرانيون أن الرد يأتي في إطار "حق الدفاع المشروع ضد عدوان غاشم وانتهاك للسيادة الإيرانية"، متوعدين بـ"تصعيد الرد إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية".
قلق دولي متصاعد
أثارت المجزرة التي وقعت في طهران موجة استنكار في أوساط منظمات حقوق الإنسان، التي طالبت بتحقيق دولي عاجل في استهداف المدنيين، لا سيما الأطفال الذين يشكلون ثلث الضحايا، بحسب الإحصاءات الأولية.
وحذرت منظمات إغاثية دولية من أن تصاعد وتيرة القصف داخل المدن الكبرى قد يؤدي إلى أزمة إنسانية حادة، في ظل محدودية قدرات المستشفيات الإيرانية على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين والجرحى.
وطالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار، ودعت الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وعدم تعريض المدنيين للخطر، فيما حذّرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من "الانزلاق نحو كارثة إقليمية واسعة النطاق".