"سي إن إن": العملية الإسرائيلية ضد إيران قد تمتد لأسابيع

"سي إن إن": العملية الإسرائيلية ضد إيران قد تمتد لأسابيع
إسرائيل وإيران - أرشيف

كشفت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة في البيت الأبيض والسلطات الإسرائيلية، أن العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها إسرائيل ضد أهداف داخل إيران مرشحة للاستمرار لأسابيع، وليس مجرد أيام، وسط دعم أمريكي غير معلن، لكنها موافقة ضمنية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأفادت الشبكة، السبت، بأن إدارة ترامب لم تُبد أي اعتراضات تُذكر خلال المناقشات المغلقة مع الجانب الإسرائيلي بشأن طول العملية أو أهدافها الاستراتيجية، بل أشارت مصادر أمريكية رفيعة إلى أن واشنطن على علم تام بخطط تل أبيب، وتدعمها من دون إعلان رسمي.

وأكد متحدث باسم البيت الأبيض، وفق ما أوردته CNN، أن الولايات المتحدة "تتابع العملية من كثب" وتنسق مع الحكومة الإسرائيلية بشكل دائم، مشددًا على أن التحالف الأمني بين البلدين "لا يزال ركيزة أساسية في الردع الإقليمي ضد التهديدات الإيرانية".

عملية واسعة النطاق

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، فجر الجمعة الماضي، عن بدء عملية عسكرية كبرى أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، شملت قصفًا جويًا مكثفًا على عدد من المنشآت العسكرية الحساسة في عمق الأراضي الإيرانية، من بينها مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى استهداف قيادات بارزة في الحرس الثوري، وعدد من العلماء النوويين.

ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية العملية بأنها "الأوسع منذ عقدين"، وتحدثت تقارير عسكرية عن "نجاحات نوعية" في استهداف منشآت محصنة ومراكز قيادة تعتبر حيوية بالنسبة لإيران.

وفي المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق عملية عسكرية مضادة تحت اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت مواقع إسرائيلية في الجولان، ومنشآت عسكرية إسرائيلية في مناطق غير محددة، وقالت القيادة العسكرية الإيرانية إن الرد "سيكون مفتوحًا في الزمان والمكان"، وإنه "يأتي ضمن استراتيجية ردع شاملة تُعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة".

وصرّح مسؤولون إيرانيون بأن طهران "لن تكتفي بالرد الدفاعي، بل ستوسع رقعة الاشتباك بما يتجاوز حدود المواجهة التقليدية"، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

الهدف الحقيقي يتجاوز إيران

وفي تعليق لافت، صرّح أليكسي بوشكوف، السيناتور الروسي وعضو مجلس الاتحاد الروسي، بأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران "تتجاوز البُعد العسكري"، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي من العملية يتمثل في "كبح التمدد الإيراني الإقليمي وإعادة ترسيم النفوذ في الشرق الأوسط بغطاء أمريكي واضح".

وأضاف بوشكوف أن هذه العملية "ليست فقط تصعيدًا إسرائيليًا-إيرانيًا، بل جزء من تصفية حسابات إستراتيجية بين القوى الكبرى على الأراضي الإقليمية الحساسة"، معتبرًا أن استمرار العملية بدعم أمريكي هو "رسالة مزدوجة لطهران وموسكو" في آنٍ واحد.

وتأتي هذه التطورات وسط انسداد شبه كامل في المسارات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ انهيار الاتفاق النووي الموقع عام 2015، إضافة إلى تصاعد وتيرة التصعيد الإسرائيلي ضد ما تصفه بـ"التمركز الإيراني في سوريا والعراق ولبنان"، فيما ترى طهران في التحركات الإسرائيلية "عدواناً مباشراً يستدعي رداً حازماً".

وشهدت المنطقة خلال الأشهر الأخيرة مؤشرات مقلقة على انزلاق الوضع نحو مواجهة واسعة، بما في ذلك استهداف متكرر لسفن إيرانية في البحر الأحمر، وهجمات سيبرانية متبادلة، واغتيالات غامضة طالت علماء بارزين في برنامج طهران النووي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية