ألمانيا تستضيف مفاوضات مناخية قبل قمة "كوب 30" المرتقبة في البرازيل

وسط مخاوف من انهيار أهداف اتفاقية باريس

ألمانيا تستضيف مفاوضات مناخية قبل قمة "كوب 30" المرتقبة في البرازيل
مدينة بون الألمانية

 

انطلقت، اليوم الاثنين، في مدينة بون الألمانية أعمال الاجتماع التمهيدي لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، بمشاركة مفاوضين وخبراء من معظم دول العالم، تمهيدًا للقمة العالمية المقبلة (كوب 30) المقرر عقدها في مدينة بيليم البرازيلية في نوفمبر المقبل.

واُعتبر هذا الاجتماع، الذي يستمر عشرة أيام، محطة مفصلية في تحديد أجندة العمل المناخي الدولي، وسط تباين حاد في المواقف بشأن التمويل، والتزامات خفض الانبعاثات، ومصير اتفاقية باريس المناخية وفق وكالة الأنباء الألمانية.

تمويل الدول النامية محور النزاع

تصدرت قضية تمويل الدول النامية أولويات الأجندة المطروحة للنقاش، حيث ناقش المجتمعون سبل تخصيص مليارات الدولارات لمساعدات المناخ، وذلك بعد الوعود التي أطلقتها الدول الغنية خلال قمة باكو السابقة.

ورغم التوافق العام على ضرورة زيادة الدعم المالي، لا تزال الخلافات قائمة بشأن كيفية توزيع هذه الأموال وإدارتها، ومدى إلزامية التعهدات المقدمة.

خلافات حول التخلص من الوقود الأحفوري

قال يان كوفالتيش، خبير المناخ في منظمة "أوكسفام" بألمانيا، إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري يلقى دعمًا عالميًا متزايدًا، لكنه أشار إلى أن بعض الدول ترفض الالتزام بخطوات ملموسة أو بتعهدات ملزمة.

وأضاف أن النقاشات في بون ستُعيد فتح ملفات كانت سببًا في تعثر الجولات السابقة، ما يزيد من صعوبة تحقيق اختراقات حقيقية في هذا الاجتماع.

انسحاب أمريكي يعمّق أزمة الثقة

شهد المؤتمر أجواءً مشحونة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا بين الوفود، لما تحمله من رسائل سلبية بشأن الالتزام العالمي بالعمل المناخي الجماعي.

ويعد هذا الانسحاب الثاني للولايات المتحدة من الاتفاقية التي أُبرمت في 2015، وتهدف إلى الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين، ويفضل أن يكون دون 1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أرقام مقلقة من المنظمة العالمية للأرصاد

أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 سجل أعلى متوسط درجات حرارة في تاريخ القياسات، حيث تجاوز الاحترار العالمي 1.55 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الثورة الصناعية.

ورغم ذلك، أكدت المنظمة أن اتفاقية باريس ما زالت قائمة، لكنها في خطر حقيقي، مشددة على أن تقييم الالتزام بها يتم على مدى عقود وليس على أساس سنوي.

تأسست اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 كأول اتفاق عالمي ملزم لمواجهة التغير المناخي، وتشمل أهدافها الأساسية خفض انبعاثات الكربون وتحقيق انتقال عادل نحو الطاقات النظيفة.

لكن الالتزامات المالية والتنفيذية ظلت مثار خلافات، خصوصًا بين الدول الصناعية الكبرى والدول النامية المتضررة من الكوارث المناخية.

تأتي مفاوضات بون في وقت تتزايد فيه مؤشرات التدهور المناخي، وتراجع الالتزام الدولي بالاتفاقات البيئية، ما يجعل نتائج هذه الجولة محورية لمسار "كوب 30".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية