"واشنطن بوست": الولايات المتحدة قد تخسر ميزتها التاريخية كمقصد للمهاجرين

"واشنطن بوست": الولايات المتحدة قد تخسر ميزتها التاريخية كمقصد للمهاجرين
احتجاجات ضد ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الاثنين، أن الولايات المتحدة قد تسجل لأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا تراجعًا صافيًا في أعداد المهاجرين، حيث تشير التوقعات إلى احتمال أن يتجاوز عدد المغادرين للبلاد عدد الوافدين إليها، وهو تحول جذري في أنماط الهجرة سيكون له تأثيرات اقتصادية بعيدة المدى.

ورجّح خبراء اقتصاديون في واشنطن أن يكون هذا التراجع مدفوعًا بسياسات الهجرة المتشددة التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك الإغلاق شبه الكامل للحدود الجنوبية، والتهديدات المتكررة للطلاب الدوليين، وفقدان العديد من القادمين الجدد لوضعهم القانوني، بحسب تقرير بحثي مرتقب صدوره خلال أيام.

الترحيل يؤجج المخاوف

شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في وتيرة الترحيلات القسرية، لا سيما تلك التي استهدفت أماكن العمل، وهو ما أثار احتجاجات واسعة في مدن كبرى مثل لوس أنجلوس، وأكد التقرير أن هذه السياسات لعبت دورًا جوهريًا في تعزيز ظاهرة الهجرة العكسية.

وحذرت الخبيرة الاقتصادية ويندي إيدلبيرج من أن استمرار هذا النمط قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم، وتفاقم نقص العمالة الذي عانت منه البلاد خلال ذروة جائحة كورونا، كما نبهت إلى تداعيات خطيرة على السياسة المالية، في ظل تراجع عدد دافعي الضرائب والمساهمين في برامج الاستحقاقات الاجتماعية.

وأكدت إيدلبيرج: "نعتقد أنه وللمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا، ستكون الهجرة إلى الولايات المتحدة سلبية على مدار عام كامل".

عملت إيدلبيرج وزميلتها تارا واتسون من معهد بروكينجز، بالشراكة مع ستان فيجر من معهد أنتربرايز المحافظ، على إعداد دراسة بحثية مشتركة من المقرر صدورها خلال الشهر الجاري، تُظهر أن عام 2025 قد يشهد تحولًا حقيقيًا إلى الهجرة السلبية، بخلاف التوقعات السابقة التي صدرت في ديسمبر الماضي.

البيت الأبيض يعلق

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي إن أكثر من واحد من كل عشرة بالغين أمريكيين لا يعملون أو لم يحصلوا على تعليم عالٍ ولا يشاركون في تدريب مهني. 

وأضاف في بيان: "لا يوجد نقص في العقول أو الأيدي الأمريكية لتنمية القوى العاملة، وتلتزم إدارة ترامب بتوفير فرص عمل للأمريكيين وتطبيق قوانين الهجرة بكل حزم".

ولطالما شكّلت الولايات المتحدة مقصدًا رئيسيًا للمهاجرين من مختلف دول العالم، وساهمت هذه التدفقات البشرية في دعم الاقتصاد الأمريكي وتوسيع قاعدته السكانية العاملة، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا في المناخ السياسي العام تجاه الهجرة، لا سيما خلال إدارة ترامب، التي تبنّت سياسات صارمة ضد الهجرة القانونية وغير القانونية، وقد تُحدث هذه التحولات تغييرات ديموغرافية واقتصادية هي الأولى من نوعها منذ عقود.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية