"هآرتس": لا مبرر للتغاضي عن مجازر غزة تحت ستار المواجهة مع طهران

"هآرتس": لا مبرر للتغاضي عن مجازر غزة تحت ستار المواجهة مع طهران
فلسطينيون يحصلون على المساعدات في غزة تحت النيران الإسرائيلية

خصصت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية افتتاحيتها، اليوم الاثنين، لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر.

وأكدت الصحيفة أن نحو 65 فلسطينيًا ارتقوا خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أُصيب 315 آخرون بجراح متفاوتة، معتبرة أن الوضع هناك بلغ مستوى من القتل العشوائي والتجويع اليومي لم يعد يحتمل الصمت أو التجاهل.

تجاهل مصير المحتجزين 

انتقدت الصحيفة في افتتاحيتها ما وصفته بـتجاهل الحكومة الإسرائيلية لمصير المحتجزين في غزة، الذين لم يطرأ أي جديد في أوضاعهم، مؤكدة أن ذويهم يعيشون حالة قلق منذ أشهر طويلة، وأن "التوسّع العسكري في القطاع أزاح قضيتهم إلى أسفل قائمة أولويات الحكومة، بل وأخرجها من دائرة اهتمام العالم".

وشددت "هآرتس" على أن التحوّل الإيراني في المشهد الإقليمي يجب أن يكون مبرراً للتخلي عن المحتجزين أو الصمت عن ممارسات الجيش في غزة، مضيفة أن "قطاع غزة أصبح خلال الأشهر الأخيرة ساحة قتل للرضع والأطفال والنساء، في ظل تجويع مستمر وممنهج، دون أن يثير ذلك ردود فعل تتناسب وحجم الكارثة".

وكتبت الصحيفة أن "صرف الانتباه عن غزة أمرٌ خطِر"، مؤكدة أن التركيز على إيران يجب ألا يُستخدم ستاراً دخانياً لتبرير التهجير والتطهير العرقي الذي يُروّج له حول طاولة الحكومة.

طالبت "هآرتس" الحكومة الإسرائيلية بـمنع المزيد من التدهور الإنساني في القطاع، ووقف القتال، وإعادة المحتجزين فورًا، مؤكدة أن هذا الملف بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

تلويح بالمرونة في التفاوض

وفي موازاة ذلك، صرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي بأن تل أبيب مستعدة لإظهار مرونة من أجل تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.

وقال هنغبي في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "سمعنا من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن هناك تفاؤلًا حذرًا وفرصة حقيقية للتقدّم في صفقة تبادل".

ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أوعز "بالمضي قدمًا" في مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين، مؤكدًا: "لقد حرّرنا أكثر من 200 محتجز، ولن أتنازل حتى نعيدهم جميعًا. هناك فرصة الآن، ولذلك أمرت بالتحرك".

تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتسببت حتى الآن في عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، إلى جانب دمار هائل في البنى التحتية، ونزوح جماعي داخلي. وبينما تُركّز الحكومة الإسرائيلية على الملف الإيراني وتوسّع عملياتها العسكرية، تتصاعد التحذيرات المحلية والدولية من مجاعة وشيكة وممارسات قد ترقى إلى جرائم حرب، في ظل غياب حلول سياسية وتفاقم الأوضاع الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية