إطلاق نار قرب مخيم للمهاجرين شمال فرنسا يودي بحياة شخص ويصيب اثنين

قُتل شخص وجُرح اثنان آخران بجروح بالغة، في حادث إطلاق نار جديد وقع قرب مخيم للمهاجرين شمال فرنسا، في ثاني واقعة دموية من نوعها خلال أقل من 24 ساعة، حسب ما أفاد به مصدر في الشرطة الفرنسية لوكالة فرانس برس.

الواقعة حدثت مساء الأحد قرب مخيم لون-بلاج القريب من مدينة دانكرك، حيث يتجمع مئات المهاجرين الساعين لعبور بحر المانش نحو الأراضي البريطانية.

حادثة مشابهة 

جاءت هذه الحادثة غداة مقتل شاب سوداني يبلغ من العمر 24 عامًا، وإصابة خمسة آخرين، بينهم طفل، في حادثة إطلاق نار مماثلة قرب المخيم نفسه.

وأكدت مصادر الشرطة أن جميع ضحايا الحادث الأول من الجنسية السودانية.

وفي ما يتعلق بتلك الواقعة، أوقفت السلطات مشتبها بهما، أحدهما عراقي يبلغ من العمر 29 عامًا، والآخر أفغاني يبلغ 16 عامًا، حسب ما أفاد به مكتب النيابة العامة.

بؤر توتر على عتبة المانش

تشهد منطقة شمال فرنسا منذ أعوام تكدس آلاف المهاجرين الراغبين في الوصول إلى المملكة المتحدة، وسط ظروف معيشية صعبة، وغياب الحماية القانونية، ما يحوّل هذه المخيمات أحيانًا إلى بؤر توتر وعنف بين مجموعات من المهاجرين من جنسيات مختلفة.

وفق بيانات رسمية بريطانية، عبر 919 مهاجرًا بحر المانش يوم الجمعة الماضي فقط، على متن 14 قاربًا، في مؤشر على استمرار المحاولات رغم المخاطر.

ومنذ بداية 2025، لقي ما لا يقل عن 15 مهاجرًا حتفهم أثناء محاولتهم عبور القناة نحو إنجلترا، بحسب السلطات الفرنسية.

وسجّل العام الماضي عبور أكثر من 36,800 شخص عبر المانش، بزيادة قدرها 25% مقارنة بـ2023.

وخلال عام 2024، وحتى الآن قُتل 78 مهاجرًا أثناء محاولتهم العبور، في حصيلة توصف بأنها "قياسية" منذ بدء هذه المحاولات عام 2018.

تُعد منطقة الشمال الفرنسي، خاصة سواحل كاليه ودانكرك، إحدى النقاط الساخنة في ملف الهجرة غير النظامية في أوروبا، يتجمع فيها اللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، بانتظار فرصة لعبور بحر المانش باتجاه المملكة المتحدة، عبر قوارب صغيرة وطرق محفوفة بالمخاطر.

التوترات المتكررة، ونقص الأمن والرعاية، حولت المخيمات إلى بؤر للصراع والجريمة أحيانًا، وسط غياب واضح للحلول السياسية المستدامة.