إسرائيل تقصف مبنى التلفزيون الإيراني والبث المباشر ينقطع لفترة وجيزة

إسرائيل تقصف مبنى التلفزيون الإيراني والبث المباشر ينقطع لفترة وجيزة
إسرائيل تقصف مبنى التلفزيون الإيراني

استأنف التلفزيون الرسمي الإيراني بثه المباشر بعد توقف مؤقت سببه ضربة عسكرية إسرائيلية استهدفت مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في العاصمة طهران، وفق ما أكده مسؤول رسمي في المؤسسة الإعلامية.

وأكد حسن عبديني، أحد مديري الشبكة الإخبارية الحكومية، أن "الكيان الصهيوني، عدو الأمة الإيرانية، شن قبل دقائق عملية عسكرية على الشبكة الإخبارية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفًا: "الكيان لم يكن يعلم أن صوت الثورة الإسلامية.. لا يمكن إسكاته بعملية عسكرية".

وتزامن تنفيذ الضربة مع بث مباشر على شاشة التلفزيون الإيراني، حيث أظهرت مقاطع فيديو نُشرت لاحقًا على وسائل الإعلام المحلية لحظة مغادرة مذيعة غرفة البث على عجل بعد سماع دوي انفجار قوي، في مشهد أثار قلقًا واسعًا بشأن سلامة الطاقم الصحفي والعاملين في الموقع.

انقطاع البث المباشر

وانقطع البث المباشر على الفور، قبل أن يستأنف لاحقا، وسط تغطية متواصلة لما وصفته السلطات الإيرانية بـ"العدوان العسكري على السيادة الإعلامية".

ويُعد هذا الاستهداف تطورًا غير مسبوق، إذ يمثل أول قصف مباشر من قبل إسرائيل لمنشأة إعلامية رسمية في طهران، ويعكس انتقال التصعيد إلى رموز الدولة الإيرانية والمؤسسات التي تمثل خطابها الداخلي والخارجي.

يأتي القصف الإسرائيلي لمبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في سياق سلسلة ضربات متواصلة تستهدف بنى تحتية تعتبرها تل أبيب جزءًا من "منظومة التحريض والدعاية والتنسيق العسكري" الإيراني. 

وتعتبر الهيئة واحدة من أبرز أدوات النفوذ السياسي والإعلامي للنظام الإيراني، حيث تُستخدم في بث الرسائل العقائدية والخطابات الرسمية ومهاجمة خصوم الجمهورية الإسلامية.

رسالة سياسية واضحة

تخضع هذه المؤسسة، التي تأسست في عام 1979 بعد انتصار الثورة، مباشرة لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي، ما يجعل استهدافها بمثابة رسالة سياسية واضحة.

ويرى مراقبون أن الضربة تتجاوز الطابع العسكري التقليدي، وتهدف إلى التأثير على الروح المعنوية للمجتمع الإيراني، وضرب صورة الدولة التي تُقدّم نفسها كقوية ومتماسكة أمام شعبها والعالم.

تزامن القصف مع تحذيرات إسرائيلية أُطلقت في وقت سابق من الإثنين دعت سكان "المربع 3" في شمال شرق طهران –وهو الحي الذي يضم المبنى المُستهدف– إلى الإخلاء الفوري. 

وأشارت إسرائيل إلى أن "العملية تهدف إلى استهداف بنى عسكرية تابعة للنظام"، مع إعلانها تحقيق "تفوق جوي كامل فوق طهران".

وتضم المنطقة مستشفيات وسفارات ومكاتب دولية، ما يُثير مخاوف من توسع الضرر إلى منشآت دبلوماسية ومدنية، خصوصًا أن الاستهداف وقع داخل منطقة مكتظة وحساسة من العاصمة.

رد طهران وتضامن رسمي

حتى الآن، لم يصدر رد رسمي من الجيش الإيراني بشأن طبيعة الهجوم أو عدد الإصابات، إن وجدت. إلا أن اللهجة الرسمية للرد من داخل هيئة التلفزيون حملت نبرة تحدٍ واضحة، إذ قال عبديني إن "هذا الصوت الذي بُني بدماء الشهداء، لا يمكن إسكاته لا بصواريخكم ولا بأموالكم ولا بحروبكم"، على حد تعبيره.

ووسط الترقب لموقف رسمي من وزارة الدفاع الإيرانية، تشير التحليلات الأولية إلى احتمال حدوث رد انتقامي، خاصة إذا ما اعتُبر هذا القصف تجاوزًا للخطوط الحمراء في صراع طويل الأمد تدور رحاه على المستويين الأمني والنفسي بين الطرفين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية