"الغارديان": دواء جديد يُمكن أن يقضي على فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"

"الغارديان": دواء جديد يُمكن أن يقضي على فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"
أدوية تعالج فيروس نقص المناعة البشرية

 

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثلاثاء أنه من المقرر أن تطلق الولايات المتحدة هذا الأسبوع دواءً مبتكراً يُعتقد أنه يمثل منعطفاً حاسماً في الحرب العالمية ضد فيروس نقص المناعة البشرية، في خطوة قد تسهم –إذا توفرت الشروط– في إنهاء الجائحة التي أودت بحياة ملايين الأشخاص خلال العقود الأربعة الماضية.

دواء وقائي طويل المفعول

الدواء الجديد، المعروف باسم "ليناكابافير" (Lenacapavir)، يُعطى عن طريق الحقن مرتين سنويًا، وأظهرت التجارب السريرية قدرته العالية على منع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مما يجعله مرشحاً ليكون حجر أساس في جهود الوقاية المستقبلية وفق الصحيفة.

ومن المنتظر أن يحصل على موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية في 19 يونيو الجاري، بينما لم تُعلن الشركة المصنّعة، جيلياد ساينسز، عن السعر الرسمي للدواء حتى الآن.

فجوة بين التكلفة الحقيقية والسعر المتوقع

تشير التقديرات إلى أن جيلياد قد تطرح الدواء بسعر يناهز 25,000 دولار أمريكي سنويًا للاستخدام الوقائي، و39,000 دولار كعلاج للمصابين، ما يثير مخاوف من أن يصبح الوصول إليه محدوداً.

لكن تحليلاً أجرته جامعة ليفربول أظهر أن الدواء يمكن إنتاجه بتكلفة لا تتجاوز 25 دولاراً سنوياً فقط –بما في ذلك هامش ربح بنسبة 30%– في حال تصنيع كميات كبيرة منه، ما يخلق فجوة سعرية محتملة تقارب ألف ضعف.

وقال الدكتور أندرو هيل، أحد الباحثين المشاركين في التحليل: "حتى الدول الغنية لن تتحمل الاستخدام الواسع لليناكابافير إذا بقي سعره أعلى من 20,000 دولار سنوياً، ومن غير المقبول استبعاد الدول الأكثر احتياجاً من هذا الحل".

الطلب العالمي يزداد والوصول لا يزال محدوداً

وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل 1.3 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية خلال عام 2023، ويحتاج نحو 10 ملايين شخص إلى الحصول على أدوية وقائية لتحقيق أهداف القضاء على الجائحة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز: "لا يمكننا إنهاء الإيدز بأدوية باهظة الثمن. بيع دواء منقذ للحياة بسعر أعلى ألف مرة من تكلفة إنتاجه سيكون تصرفًا مخزيًا".

التزامات جزئية من جيلياد وسط ضغوط متزايدة

أعلنت جيلياد أنها أبرمت شراكات مع ست شركات لإنتاج إصدارات منخفضة التكلفة من ليناكابافير لـ 120 دولة منخفضة الدخل، وستوفر جرعات لنحو مليوني شخص دون تحقيق أرباح في المرحلة الأولى.

كما أبدت الشركة استعدادها لتسريع عمليات الإنتاج والتوزيع بعد الحصول على الموافقات الأوروبية المرتقبة في وقت لاحق من العام الجاري.

لكن الانتقادات لا تزال قائمة، إذ أشار نشطاء إلى استبعاد دول كبرى تعاني من نسب إصابة مرتفعة – مثل البرازيل والأرجنتين وعدد من دول أوروبا الشرقية – من اتفاقيات الإتاحة، وهو ما يهدد فعالية الاستجابة العالمية.

شركات الأدوية والأخلاق.. اختبار حقيقي

تواجه جيلياد حالياً اختبارًا دقيقًا بين ما تسميه "عقدين من الاستثمار في البحث والتطوير"، وبين مطالب المنظمات الصحية والناشطين بتوفير الدواء كـ"مصلحة إنسانية عليا".

ودعا خبراء الصحة العالمية الشركة إلى اعتماد تسعير عادل يوازن بين العائدات والعدالة الصحية، خاصة أن تقليص فجوة الوصول إلى العلاج قد يكون مفتاحاً فعلياً لإنهاء الجائحة عالميًا.

فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو فيروس يُهاجم الجهاز المناعي للإنسان، ويُضعف قدرته على مقاومة العدوى والأمراض. ينتقل الفيروس عبر الدم أو سوائل الجسم، وعند غياب العلاج، قد يتطور إلى مرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب)، منذ اكتشافه في أوائل الثمانينيات، تسبب الفيروس في وفاة أكثر من 40 مليون شخص حول العالم، ولا يزال يشكل تحدياً صحياً عالمياً، خصوصاً في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء، وعلى الرغم من التقدم الكبير في العلاج والوقاية، لا يزال ملايين الأشخاص يفتقرون إلى الأدوية المنقذة للحياة، مما يجعل القضاء على الفيروس هدفاً محورياً في جهود الصحة العالمية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية