هولندا تنصح بحظر وسائل التواصل على الأطفال دون 15 عاماً لحمايتهم نفسياً
هولندا تنصح بحظر وسائل التواصل على الأطفال دون 15 عاماً لحمايتهم نفسياً
أوصت الحكومة الهولندية الأهالي بعدم السماح للأطفال دون سن الخامسة عشرة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، معتبرة أن هذا الاستخدام قد يؤدي إلى أضرار نفسية خطيرة، من اضطرابات النوم إلى أعراض الاكتئاب وفقدان التركيز.
أوضحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية والرياضة الهولندية، في بيان رسمي، الثلاثاء، أن هذه التوصيات غير ملزمة قانونياً لكنها ترتكز إلى دراسات طبية وسلوكية متراكمة تشير إلى تأثير سلبي لاستخدام الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي على نمو الأطفال وتوازنهم النفسي.
وحذرت الوزارة من أن "الاستخدام المكثف للشاشات والتطبيقات الاجتماعية قد يؤدي إلى نوبات هلع، وتدني الصورة الذاتية، بالإضافة إلى تقلبات سلوكية مزعجة"، مؤكدة الحاجة إلى تدخل الأهل في ضبط هذا السلوك منذ سن مبكرة.
استخدام الهواتف الذكية
وفرّقت الحكومة في توصياتها بين استخدام الهواتف الذكية لأغراض التواصل (مثل "واتساب" و"سيغنال")، واستخدام المنصات الاجتماعية ذات الطابع المفتوح والبصري مثل "تيك توك" و"إنستغرام".
وتقترح الوثيقة الرسمية اعتماد نهج تدريجي في تعريف الطفل بالعالم الرقمي، يبدأ بعد سن 12 باستخدام تطبيقات المراسلة فقط، ولا يُسمح باستخدام المنصات الاجتماعية قبل بلوغ 15 عاماً.
وأكدت الوزارة أن "تعلم مهارات التواصل والوعي الرقمي عبر الرسائل أولاً، قبل الدخول إلى فضاءات تفاعلية أوسع، يساعد على بناء مقاومة نفسية أفضل لدى الطفل".
التوازن هو الأساس
أصدرت الحكومة كذلك إرشادات عامة بشأن وقت استخدام الشاشة للأطفال، تشمل حظر استخدام الشاشات بالكامل للأطفال دون سن الثانية، تحديد سقف زمني لا يتجاوز ثلاث ساعات يومياً للأطفال فوق سن 12.
لكن الحكومة شددت في المقابل على أن جودة الاستخدام تفوق أهمية المدة الزمنية وحدها، مشيرة إلى أهمية دمج الوقت الرقمي مع أنشطة واقعية أخرى، وتحفيز التفاعل العائلي حول الوسائط، وتشجيع المحتوى الإيجابي والهادف.
يأتي هذا التحرك الهولندي في سياق تصاعد القلق الأوروبي بشأن تأثير المنصات الرقمية على القُصّر. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد لوّح بحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن 15 في فرنسا إذا لم يتم الاتفاق على تشريع موحد على مستوى الاتحاد الأوروبي خلال أشهر.
وانضمت دول مثل إسبانيا، وأستراليا، ونيوزيلندا واليونان إلى دعوات مشابهة تهدف إلى تنظيم دخول الأطفال إلى الفضاء الرقمي، لا سيما في ظل انتشار التنمّر الإلكتروني، والمحتويات المضللة، وتعزيز ثقافة الاستعراض والانغلاق.
ودعت عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا وهولندا وإسبانيا، مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى تبنّي قواعد صارمة تضمن حماية الأطفال من المخاطر الرقمية المتزايدة، ومن بينها الإدمان، والعزلة النفسية، وخطاب الكراهية.
سعي للوقاية المبكرة
تشير تقارير نفسية وطبية حديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين كثافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سن مبكرة وبين ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والميل للعزلة لدى المراهقين في أوروبا.
وتسعى الحكومات من خلال هذه التوصيات إلى تحفيز الأهل والمدارس على تبنّي ثقافة رقمية واعية، تحافظ على التوازن النفسي للطفل، وتؤسس لنضج رقمي آمن مع مرور الوقت.