الإمارات تدعو إلى وقف فوري للحرب بين إسرائيل وإيران وتحذر من تداعياتها الإقليمية
الإمارات تدعو إلى وقف فوري للحرب بين إسرائيل وإيران وتحذر من تداعياتها الإقليمية
أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران وما أعقبه من تصعيد عسكري متبادل يمثل لحظة فارقة تنطوي على تداعيات خطيرة ليس فقط على طرفي النزاع، بل على المنطقة بأسرها.
وقال قرقاش، في منشور له على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا) اليوم الخميس: "الحكمة والمسؤولية تقتضيان وقف الحرب فورًا والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، فهكذا تُعلّمنا تجارب المنطقة وتاريخ حروبها".
موقف إماراتي ثابت: التهدئة أولوية
وتأتي هذه التصريحات في ظل تحرك دبلوماسي مكثف تقوده دولة الإمارات، حيث شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على أن الإمارات تواصل مشاوراتها مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية سعياً لخفض التصعيد العسكري وتحقيق الاستقرار.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم الإمارات لأي خطوات تهدف إلى احتواء التصعيد وتهيئة بيئة للحوار السياسي البناء.
دعوة لتدخل دولي منسق
من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الإماراتية من أن استمرار التصعيد العسكري في المنطقة يستدعي تحركًا عاجلًا ومنسقًا، إقليميًا ودوليًا، لتفادي اتساع رقعة النزاع واحتواء انعكاساته السلبية على السلم الإقليمي والدولي.
وأضافت أن تطورات الصراع تحمل في طياتها "تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار العالمي، في ظل هشاشة الأوضاع الإنسانية والسياسية في العديد من دول المنطقة".
ويُنظر إلى دولة الإمارات على أنها أحد الفاعلين الإقليميين القادرين على لعب دور الوسيط في محاولات التهدئة.
عقود من التوتر
تعود جذور النزاع بين إيران وإسرائيل إلى ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حين تبنت طهران خطاباً معادياً لإسرائيل وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها، معلنة دعمها الكامل للفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وعلى مدى عقود، ظل الصراع في إطار ما يُعرف بـ"حرب الظل"، تجسدت في اغتيالات، وهجمات سيبرانية، واستهداف متبادل لمصالح الطرفين في دول ثالثة، أبرزها سوريا، غير أن الأعوام الأخيرة شهدت تصعيداً نوعياً، بلغ ذروته في ربيع 2025، مع تبادل مباشر للهجمات الصاروخية وعمليات عسكرية علنية، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تتجاوز حدود إيران وإسرائيل لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية فاعلة.