في عزلة.. أونغ سان سو تشي تحتفل بعيدها الثمانين خلف قضبان مجلس بورما العسكري

ابنها يجمع آلاف رسائل الدعم

في عزلة.. أونغ سان سو تشي تحتفل بعيدها الثمانين خلف قضبان مجلس بورما العسكري
أنصار أونغ سان سو تشي يحملون صورتها

 

احتفلت الزعيمة البورمية المخلوعة أونغ سان سو تشي، الخميس، بعيد ميلادها الثمانين وهي لا تزال قيد الاحتجاز لدى المجلس العسكري، الذي أطاح بحكومتها في انقلاب فبراير 2021، وزجّ بها في عزلة شبه تامة وفق فرانس برس.

قضت سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991، السنوات الأخيرة من حياتها رهن الاعتقال بعد سلسلة أحكام بالسجن تجاوزت 27 عاماً، في قضايا تعدها منظمات حقوقية "مفبركة" و"مسيسة بالكامل".

ورغم أهمية المناسبة، لم تُنظّم أي احتفالات داخل بورما، في وقت يخوض فيه ناشطو المعارضة مواجهات مسلحة ضد الحكم العسكري، بعيداً عن نهج اللاعنف الذي طالما دافعت عنه سو تشي.

ابنها: "يصعب الاحتفال في هذا الوقت"

أعرب كيم أريس، نجل سو تشي المقيم في المملكة المتحدة، عن حزنه البالغ، قائلاً: "سيكون من الصعب الاحتفال في هذا الوقت. تعلمنا كيف نصمد في وجه ما يجري منذ فترة طويلة".

أريس الذي يبلغ 47 عاماً، أنهى الخميس مبادرة رمزية قطع خلالها 80 كيلومتراً جرياً خلال ثمانية أيام، وجمع نحو 80 ألف رسالة دعم مصورة لوالدته، التي قد لا تتمكن من مشاهدتها.

لا تواصل منذ عامين

قال أريس إن آخر تواصل تلقاه من والدته كان عبر رسالة يتيمة قبل عامين، ومنذ ذلك الحين لم تصل للعائلة أي أخبار مباشرة عنها، في حين تواصل السلطات العسكرية التكتّم حول وضعها الصحي والإنساني.

وفي تصريحات سابقة، ادعى الناطق باسم الحكومة زاو مين تون أن سو تشي "بصحة جيدة" وتخضع لفحوص طبية دورية، دون تقديم أي تفاصيل.

لكن المستشار الأسترالي شون تورنيل، الذي أُوقف مع سو تشي وأُفرج عنه في 2022، كشف أن مكان احتجازها "يفتقر إلى التهوية ويعج بالحشرات والقوارض"، ما يثير القلق حول ظروف إقامتها.

رمز عالمي للنضال السلمي 

عُرفت سو تشي، ابنة بطل الاستقلال أونغ سان، كرمز عالمي للنضال السلمي والديمقراطية بعد سنوات في المنفى، عادت إلى ميانمار/بورما عام 1988 حيث انخرطت في قيادة احتجاجات ضد المجلس العسكري آنذاك، ما كلّفها 15 عاماً من الإقامة الجبرية.

في عام 2010، أُطلق سراحها لتقود حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية إلى نصر كاسح في انتخابات 2015، لكنها حُرمت من الرئاسة بسبب قوانين فرضها الجيش، ومع ذلك تولت فعلياً قيادة البلاد.

غير أن صورتها الدولية تعرّضت لهزّة كبيرة بعد صمتها، بل دفاعها، عن الجيش في قضية الروهينغا، حيث وُجّهت إليها انتقادات واسعة لعدم إدانتها الانتهاكات التي وصفتها واشنطن بـ"الإبادة الجماعية".

انقلاب 2021

في فبراير 2021، أطاح الجيش البورمي بحكومتها بزعم "تزوير الانتخابات"، وقام باعتقالها في اليوم نفسه، ومنذ ذلك الحين، اختفت عن الأنظار وسط أجواء من التعتيم الكامل على حالتها ومكان احتجازها.

واليوم، تشير تقديرات نجلها إلى أنها قد تعاني من مشكلات في القلب والعظام واللثة دون أن تتلقى علاجاً مناسباً.

مستقبل مجهول

رغم إعلان المجلس العسكري نيته تنظيم انتخابات جديدة نهاية 2025، يتوقع أن تقاطعها أحزاب المعارضة، في حين يُرجّح أن تكون سو تشي قد انسحبت نهائياً من المشهد السياسي حتى لو أُفرج عنها.

يقول أريس: "إذا أُطلق سراحها، أعتقد أنها لن تعود إلى السياسة مجدداً. لقد منحوها فرصة للخروج.. لكنها رفضت المنفى طوال حياتها".

أونغ سان سو تشي وُلدت عام 1945، وهي ابنة الجنرال أونغ سان، بطل استقلال بورما. برزت كرمز عالمي للنضال السلمي ونالت جائزة نوبل للسلام عام 1991، رغم فوزها بالانتخابات، حالت قوانين الجيش دون وصولها إلى الرئاسة، تعرضت لانتقادات واسعة بسبب موقفها من أزمة الروهينغا، قبل أن يُطيح بها الجيش مجدداً في انقلاب 2021، ويزج بها في السجن تحت تهم متعددة، لا يُعرف حالياً أي معلومات مؤكدة عن حالتها الصحية أو ظروف احتجازها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية