تراجع قوة الإعصار "إريك" بعد وصوله إلى سواحل المكسيك الجنوبية

تراجع قوة الإعصار "إريك" بعد وصوله إلى سواحل المكسيك الجنوبية
تراجع قوة الإعصار "إريك"

انخفضت شدة الإعصار "إريك"، أمس الخميس، بعد أن ضرب السواحل الجنوبية الغربية للمكسيك، متسبباً بأضرار مادية وتخوفات من فيضانات وانزلاقات أرضية في ولايتي أواكساكا وغيريرو، بينما تنفّست البلاد الصعداء بعد نجاتها من كارثة مماثلة لما شهده الساحل العام الماضي.

تحوّل "إريك" إلى إعصار من الفئة الأولى على مقياس سافير–سمبسون (المكوّن من خمس درجات) قبل أن يضرب اليابسة قبيل الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد أن كان مصنفاً كإعصار من الدرجة الرابعة، بحسب ما أفاد المركز الوطني للأعاصير في ميامي المعتمد رسمياً لدى السلطات المكسيكية، وفق وكالة "فرانس برس".

وضرب الإعصار منطقة ساحلية تمتد بين مدينتي بويرتو إسكونديدو وأكابولكو، وهما من أبرز المراكز السياحية في المكسيك، مهدداً بتكرار سيناريو إعصاري "أوتيس" و"جون" المدمرَين خلال العامين الماضيين.

توقّع المركز أن يتبدّد الإعصار تدريجياً خلال اليوم نفسه مع اقترابه من جبال سييرا ماديرا، لكنه حذّر من استمرار خطر الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية.

تحركات وقائية مبكرة

باشرت القوات المسلحة المكسيكية صباح الخميس برفع الأنقاض في بعض المناطق المتأثرة، بينما عمل الصيادون والسكان المحليون على استعادة قواربهم التي طمرتها الرمال والأمواج.

أكد تاجر محلي يُدعى لويس ألبرتو خيل (44 عاماً) لوكالة فرانس برس أن قوة العاصفة لم تكن مسبوقة، قائلاً: "لم أشهد هذا الكم من المطر من قبل.. الرياح أسقطت حتى تمثالاً قديماً في الساحة الرئيسية".

أجبرت قوة الإعصار السلطات على تعليق الدراسة وإغلاق المرافئ في عدة مدن ساحلية، كما تم نشر مئات الجنود وأفراد الإنقاذ بالتعاون مع لجنة الكهرباء الفيدرالية، ضمن خطة طوارئ وطنية شاملة.

جراح لم تندمل

استعاد السكان المحليون في أكابولكو الذكريات الأليمة لإعصار "أوتيس" المدمر الذي ضرب المدينة في أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً وفقدان 30 آخرين، بعدما اشتدت قوته خلال ساعات ودمر الواجهة البحرية بالكامل، مخلفاً دماراً واسعا في واحدة من أشهر وجهات الترفيه في أمريكا اللاتينية.

في سبتمبر 2024، ضرب إعصار "جون" من الفئة الثالثة نفس المنطقة، موقعاً 15 قتيلاً، ما جعل الأكابولكيين أكثر حذراً في تعاملهم مع الكوارث المناخية الجديدة.

وتوجّه بعض السكان إلى مراكز الإيواء في الليلة التي سبقت وصول الإعصار، فيما أخرج آخرون قواربهم من المياه تخوفاً من الغرق. وشهدت المتاجر ومحطات الوقود ازدحاماً شديداً في الأيام التي سبقت وصول الإعصار، حيث سارع المواطنون إلى تخزين المواد الأساسية.

وأقامت الحكومة نحو ألفي مركز إيواء في مختلف المناطق المعرّضة للخطر، فيما ناشدت السلطات السكان التزام منازلهم وتجنّب التنقّل غير الضروري. 

وشكرت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم المواطنين في مؤتمر صحفي صباح الخميس على التزامهم بالإرشادات، قائلة إن السلطات "ستعلن قريباً حجم الأضرار وتقديرات التعويض".

مخاطر مناخية متزايدة 

تزايدت التحذيرات في الأوساط العلمية المكسيكية من تصاعد حدة الظواهر المناخية نتيجة الاحتباس الحراري، إذ أكدت دراسات محلية أن البلاد تشهد معدلات احترار تفوق المتوسط العالمي.

وأوضح فرانسيسكو إسترادا بوروا، مدير برنامج أبحاث تغيّر المناخ في الجامعة الوطنية المستقلة، أن احتمالات تسجيل أحداث مناخية قصوى مثل الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة قد تضاعفت بين ثلاث وخمس مرات في العقود الأخيرة، مشدداً على أن "الأمر لم يعد مجرد احتمال بل واقع مستمر".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية