"نيويورك تايمز": حقوقيون يتهمون ترامب بإعادة صياغة تاريخ أمريكا بمعزل عن نضال السود

"نيويورك تايمز": حقوقيون يتهمون ترامب بإعادة صياغة تاريخ أمريكا بمعزل عن نضال السود
الولايات المتحدة - أرشيف

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بسبب مواقفه المتكررة التي قللت من أهمية التاريخ الأسود في الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالعبودية والتمييز العنصري، خاصة بعد ان تجاهل ترامب يوم التاسع عشر من يونيو، الذي يُحيي ذكرى نهاية العبودية في أمريكا، واشتكى عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي من تعدد العطلات غير الرسمية، وأكد عدد من مساعديه أن موظفي البيت الأبيض قد واصلوا العمل في هذا اليوم.

ووفقاً لتحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، سعى ترامب، منذ عودته إلى السلطة في يناير، إلى إعادة صياغة رواية تاريخية جديدة بشأن العنصرية، إذ أمر بإزالة كلمات مثل "الظلم" و"القمع" من المواقع الحكومية، وحجب إسهامات شخصيات بارزة مثل هارييت توبمان وطياري توسكيجي.

كما انتقد المعارض التي تنظمها مؤسسة سميثسونيان، واعتبرها تروّج لأيديولوجية مثيرة للانقسام، وطالب بإعادة تسمية المعالم التي تُخلّد جنود الكونفدرالية.

ردود فعل منظمات الحقوق المدنية

ندّد رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، ديريك جونسون، بسلوك ترامب، معتبرًا إياه استمرارًا لسياسات إقصائية تستهدف السود وغيرهم من الفئات المهمشة، وقال إن ترامب يسلب حقوق السود ويمحو تاريخهم ويكتم أصواتهم، مؤكدًا أن مواقفه ليست معزولة، بل تعبّر عن رؤية متكاملة تستبعد من لا يشبهونه.

وقدّم البيت الأبيض روايته للأحداث، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تركّز على النتائج لا الشعارات، وقال المتحدث الرسمي هاريسون فيلدز إن الناخبين السود اصطفوا خلف ترامب بسبب سياساته الاقتصادية، إلا أن منتقدين عدّوا تجاهله ليوم التاسع عشر من يونيو نفاقًا، خاصة أنه في ولايته الأولى وقّع بيانات لإحياء المناسبة، بل وأعاد جدولة تجمع انتخابي عام 2020 احترامًا للعطلة.

وكشف مصدر مطلع أن ترامب ومسؤوليه انشغلوا بأحداث إيران المتصاعدة، ما حال دون إصدار بيان رسمي حول يوم التحرر، وبدلاً من إحياء الذكرى، انشغل ترامب بنشر قرارات تنفيذية ومهاجمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ومشاركة مقاطع له في بطولة فنون قتالية، متجاهلاً واحدة من أهم محطات التاريخ الأمريكي الأسود.

وانتقد المؤرخ تشاد ويليامز نهج ترامب، مؤكدًا أن إدارته تسعى لإنتاج سردية رومانسية عن الماضي تتجاهل الحقائق التاريخية المزعجة، بما في ذلك نضال السود ضد العنصرية، وأشار إلى أن هذه السياسة تهدف لمحو آثار التفوق الأبيض والتمييز الهيكلي.

وأشار المستشار السابق بروس ليفيل إلى أن السود يدعمون ترامب بسبب السياسات الاقتصادية لا الرموز التاريخية، في حين عبّرت الناشطة ميلاني كامبل عن قلقها من رؤية ترامب لمستقبل أمريكي يُقصي غير البيض، مؤكدة أن مواقفه تكشف توجهًا عنصريًا يُهدد التنوع الحقيقي في البلاد.

نهاية الحرب الأهلية

وقّع الرئيس السابق جو بايدن في عام 2021 قانونًا يعترف بيوم التاسع عشر من يونيو كعطلة فيدرالية، بعد موجة احتجاجات كبرى على مقتل جورج فلويد وبريونا تايلور، ويُخلّد هذا اليوم ذكرى وصول قوات الاتحاد إلى تكساس عام 1865 لإبلاغ المستعبدين بنهاية الحرب الأهلية وتحريرهم.

ورغم تجاهله للتاسع عشر من يونيو، أعلن ترامب عن عدد من العطلات الجديدة، مثل "يوم خليج أمريكا" و"يوم النصر في الحرب العالمية الثانية"، دون أن تحظى باعتراف الكونغرس، كما أكد أنه لن يُغلق البلاد للاحتفال بهذه المناسبات.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية