الأمم المتحدة تحذّر من تصعيد خطِر للأوضاع في أوكرانيا
الأمم المتحدة تحذّر من تصعيد خطِر للأوضاع في أوكرانيا
حذّرت الأمم المتحدة من تصاعد خطير في الأعمال القتالية داخل الأراضي الأوكرانية وامتداد النزاع إلى مناطق جغرافية جديدة، في وقت تتزايد فيه الهجمات الجوية الروسية واسعة النطاق، وتزداد معها مستويات الدمار ونزوح السكان، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
وقال ميروسلاف يانتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين، في إحاطته أمام مجلس الأمن مساء الجمعة، إن أوكرانيا تشهد خلال الأسابيع القليلة الماضية "هجمات جوية روسية متواصلة استهدفت المدن والبلدات بشكل غير مسبوق"، أدت إلى "ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين، ونزوح جماعي جديد للمدنيين في مناطق عدة"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار إلى أن بعض مناطق الاتحاد الروسي الحدودية بدأت هي الأخرى تشهد "مستويات عنف متصاعدة، وإن كانت بدرجة أقل من داخل أوكرانيا"، مشددا على أن هذه المؤشرات تنذر باتساع نطاق الصراع إلى مساحات إقليمية جديدة، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
وأضاف المسؤول الأممي: "بينما تتصاعد الأزمات الدولية الأخرى، علينا ألا نفقد البوصلة في أوكرانيا. المطلوب الآن هو مضاعفة الجهود الدبلوماسية وتثبيت عملية سياسية شاملة لا رجعة فيها"، مؤكدًا ضرورة عدم الانجرار وراء الحلول العسكرية.
المدنيون يدفعون الثمن
من جهتها، أكدت إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن المدنيين في أوكرانيا لا يزالون يتحملون "العبء الأثقل من ويلات الحرب"، مشيرة إلى أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان رصدت ارتفاعاً حاداً في أعداد القتلى والجرحى نتيجة القصف الجوي واستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى في مختلف أنحاء البلاد.
وصرّحت وسورنو قائلة: "ما يميز هذا العام هو الاستخدام المكثف والمستمر للأسلحة بعيدة المدى، والتي تستهدف غالباً مناطق مأهولة بالسكان، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية الأساسية".
وسلطت المسؤولة الأممية الضوء على كارثة بيئية وأمنية متفاقمة، إذ تشير تقديرات دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إلى أن أكثر من 20% من أراضي أوكرانيا ملوثة بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، ما يجعل أوكرانيا "الدولة الأكثر تلوثاً بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية".
وأكدت أن هذا الواقع يعوق عمليات الإغاثة ويهدد حياة المدنيين، خصوصًا في المناطق الريفية والحدودية، كما يُصعّب عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية في المستقبل القريب.
استهداف العاملين الإنسانيين
أشارت وسورنو كذلك إلى أن تصاعد العنف لم يستثنِ العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الذين باتوا هدفًا مباشرًا للعمليات العسكرية، وقالت: "في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 وحده، سُجلت 68 حادثة عنف ضد العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم، وأسفرت عن مقتل اثنين منهم وإصابة 24 آخرين".
وأضافت أن هذه الهجمات تعرقل جهود الإغاثة العاجلة، وتقلل من قدرة الوكالات الدولية على الوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً، ما ينذر بحدوث انهيار أكبر في الاستجابة الإنسانية.
وفي ختام الإحاطة، شدد المسؤولان الأمميان على أن استمرار الصراع بهذه الوتيرة ينذر بكارثة متصاعدة الأبعاد، مؤكدين أن الحل الوحيد الممكن لإنهاء المعاناة الإنسانية في أوكرانيا هو العودة إلى طاولة المفاوضات، ووقف التصعيد العسكري الفوري، والعمل على ضمان حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
ودعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره إلى دعم المبادرات السياسية القائمة وتقديم التمويل الكافي للبرامج الإنسانية، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها الوكالات الأممية في الميدان.