ماكرون يدعو لتسريع المفاوضات مع إيران ويحذر من تصعيد نووي
ماكرون يدعو لتسريع المفاوضات مع إيران ويحذر من تصعيد نووي
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، ضرورة تسريع وتيرة المفاوضات بين طهران والقوى الأوروبية، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو "تفادي التصعيد العسكري وتوسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران"، و"الخروج من الدوامة الراهنة التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس"، أعرب ماكرون عن قلقه العميق إزاء تطورات البرنامج النووي الإيراني، داعيًا طهران إلى تقديم "الضمانات الضرورية بأن أنشطتها النووية ذات طابع سلمي بحت"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأضاف أن "إيران لا يمكنها، تحت أي ظرف، امتلاك سلاح نووي"، في تكرار لموقف باريس التقليدي، المتطابق مع خط واشنطن.
وجاء الاتصال بعد اجتماع عقده وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي الجمعة في جنيف مع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في الشرق الأوسط قبل نحو أسبوع.
شروط طهران للعودة للحوار
أوضح عراقجي، خلال لقاء جنيف، أن طهران ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على أراضيها.
وأكد أن "استئناف المحادثات النووية مشروط بوقف العدوان العسكري"، ما يعكس تشدد الموقف الإيراني في ظل ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لسيادتها.
ويزيد هذا التصلب في الموقف الإيراني من صعوبة المساعي الأوروبية لإحياء المفاوضات حول الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب.
مهلة "الضربة المحتملة"
وفي السياق ذاته، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، تصريحات تصعيدية، قال فيها إن أوروبا غير قادرة على لعب دور الوسيط، مؤكدًا أن "الإيرانيين يريدون التحدث معنا، لا مع أوروبا".
وأعلن ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين لدى وصوله إلى نيوجيرسي، أن المهلة التي حددها لإمكانية توجيه ضربة لإيران لا تتجاوز أسبوعين، قائلاً: "أسبوعان هما الحد الأقصى، وقد اتُخذ قراري قبل ذلك".
وتأتي هذه اللهجة النارية في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق، أثار تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، خصوصًا مع تبادل القصف والضربات الجوية بين إسرائيل وإيران، وتصاعد الهجمات في لبنان وسوريا وغزة.
ملف المعتقلين الفرنسيين
وخلال الاتصال، لم يغفل الرئيس الفرنسي قضية المواطنَين الفرنسيَين المعتقلين في إيران منذ مايو 2022، وهما سيسيل كولر وجاك باريس، واللذان تتهمهما طهران بالتجسس. وجدد ماكرون دعوته لإطلاق سراحهما، معتبرًا أن "احتجازهما تعسفي وغير إنساني".
وترفض السلطات الإيرانية حتى الآن الإفراج عنهما، في ظل توتر العلاقات بين باريس وطهران، واستمرار سياسة "الاحتجاز التبادلي" التي تستخدمها إيران للضغط في ملفاتها الدبلوماسية، وفقًا لمنظمات حقوقية.
بدأت إيران وإسرائيل تبادل الضربات المباشرة منذ أسبوع، في تطور خطير يهدد بنقل النزاع من ساحة الوكلاء إلى صراع مباشر بين دولتين مسلحتين على نطاق واسع.
وتزامن ذلك مع مؤشرات على اقتراب إيران من مرحلة متقدمة في تخصيب اليورانيوم، بحسب تقارير وكالة الطاقة الذرية، ما أثار مخاوف الغرب من إمكانية إنتاج طهران لسلاح نووي.
وفي المقابل، ترى إيران أن استهداف منشآتها الحيوية هو محاولة لإفشال الجهود الدبلوماسية المتبقية، وتصر على أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية.