الولايات المتحدة تواجه موجة حر نادرة تهدد عشرات الملايين

الولايات المتحدة تواجه موجة حر نادرة تهدد عشرات الملايين
حرائق بسبب الحر الشديد

استعد عشرات الملايين من السكان في الغرب الأوسط والساحل الشرقي للولايات المتحدة، اليوم الأحد، لمواجهة يوم آخر من درجات الحرارة المرتفعة للغاية، في ظل استمرار موجة حرّ نادرة وغير مألوفة في هذا الوقت من العام.

وأصدرت السلطات المحلية ووكالة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية تحذيرات شديدة من موجة حر خطِرة تضرب مناطق واسعة تمتد من ولاية مينيسوتا في الغرب إلى ماين في أقصى الشمال الشرقي، مرورًا بولايات الوسط الشرقي مثل إلينوي وويسكونسن وأوهايو، ووصولًا إلى أجزاء من الجنوب مثل تينيسي، أركنساس، لويزيانا، وميسيسيبي.

وحذّرت الوكالة من أن الحرارة المرتفعة، المصحوبة برطوبة خانقة، قد تُعرّض حياة كبار السن والأطفال والمرضى للخطر، لا سيما في المناطق التي لا تتوفر فيها التهوية أو التكييف المناسب.

أرقام قياسية

سجلت عدة مدن أميركية، أمس السبت، درجات حرارة استثنائية فاقت المعدلات الموسمية، حيث بلغت 39.4 درجة مئوية في مدينة شيكاغو، و38.3 درجة مئوية في ماديسون بولاية ويسكونسن، مع توقعات باستمرار هذه الأرقام اليوم الأحد وربما تجاوزها في بعض المناطق.

وأوضحت الأرصاد الجوية أن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي تُسجل فيها هذه المدن درجات حرارة بهذا الارتفاع في شهر يونيو، وهي فترة غالبًا ما تشهد طقسًا معتدلًا قبل بداية الصيف الفعلي في يوليو وأغسطس.

وأرجع خبراء الطقس هذه الظاهرة إلى "قبة حرارية" ضخمة، وهي نظام ضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن فوق منطقة معينة لعدة أيام، ما يمنع تدفق الهواء البارد ويؤدي إلى تراكم الحرارة والرطوبة.

وقال جيف ماسترس، خبير الأرصاد الجوية في جامعة ييل، إن "الولايات المتحدة تشهد إحدى أعتى القباب الحرارية منذ عقد"، مشيرًا إلى أن الظاهرة ليست فقط متوقعة أن تستمر لعدة أيام، بل قد تتكرر مستقبلًا نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة.

التأثير في الحياة اليومية

أثرت الموجة الحارّة على الحياة اليومية في عدة مدن، حيث اضطرت بعض البلديات إلى فتح مراكز تبريد مخصصة لاستقبال السكان الفقراء والمشردين، كما أُلغيت فعاليات رياضية وثقافية في الهواء الطلق في عدة ولايات.

وفي نيويورك، حثّت السلطات السكان على تقليل استخدام الكهرباء خلال ساعات الذروة لتفادي الضغط على شبكة الطاقة، في حين انتشرت الفرق الطبية في الأماكن العامة لتقديم الإسعافات للمصابين بالإجهاد الحراري.

وفي تصريحات صحفية، قالت كاتي هوغل، حاكمة ولاية نيويورك: "نحن نتعامل مع تهديد مباشر لصحة السكان، ونعمل على توفير كل الإمكانات لحماية الفئات الضعيفة في المجتمع".

أزمة مناخية تتكرر

تعيد هذه الموجة إلى الأذهان التحذيرات المتكررة من علماء المناخ بشأن ازدياد تواتر موجات الحر القاتلة في نصف الكرة الشمالي، وارتباطها بارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحراري.

وكانت الولايات المتحدة قد شهدت في صيف 2023 موجة حر مدمرة أسفرت عن وفاة المئات، خاصة بين كبار السن والعمال في الهواء الطلق، وهو ما دفع عدة ولايات إلى وضع خطط طوارئ موسعة لهذا الصيف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية