"سي إن إن": واشنطن تبدأ بإجلاء طواقمها من العراق وسط تصاعد المواجهة مع طهران

"سي إن إن": واشنطن تبدأ بإجلاء طواقمها من العراق وسط تصاعد المواجهة مع طهران
واشنطن تبدأ بإجلاء طواقمها من العراق

غادر أكثر من 500 موظف تابعين للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق، وفق ما أفادت به شبكة "CNN" نقلاً عن مصدر مطّلع، اليوم الاثنين، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأمنية الإقليمية عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال الساعات الأخيرة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عمليات المغادرة كانت قيد التخطيط قبل تنفيذ الضربات العسكرية الأخيرة ضد إيران، إلا أن التطورات المتسارعة دفعت واشنطن إلى الإسراع في تنفيذ عملية الإجلاء تحسبًا لأي ردّ إيراني محتمل قد يطول مصالحها في العراق والمنطقة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مغادرة "موظفين إضافيين" من العراق يوم السبت، موضحًا أن الخطوة تأتي "ضمن جهودنا المستمرة لتسهيل أمور الموظفين"، مضيفًا: "بدأت عمليات المغادرة في 12 يونيو بموجب توجيهات من السفارة، في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في الإقليم".

وأكد المتحدث أن السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية العامة في أربيل لا تزالان مفتوحتين وتؤديان مهامهما الأساسية، رغم تقليص عدد الموظفين.

ضربات أمريكية وتهديدات إيرانية

وتأتي هذه التحركات في أعقاب تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات جوية غير مسبوقة على ثلاث منشآت نووية إيرانية، شملت فوردو ونطنز وأصفهان، وسط مزاعم استخباراتية أمريكية بأن البرنامج النووي الإيراني "وصل إلى نقطة اللاعودة"، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في البيت الأبيض.

ورداً على تلك الهجمات، أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء "مرحلة جديدة من الحرب"، مشيراً إلى استهداف عدة مناطق داخل إسرائيل بعشرات الصواريخ والمسيّرات، في ما وصفه مراقبون بأنه أخطر تصعيد مباشر بين الجانبين منذ عقود.

ساحة محتملة للردود الانتقامية

يمثل العراق، وفق تقديرات أمنية، أرضًا خصبة لتنفيذ عمليات انتقامية من قبل وكلاء إيران الإقليميين، في ظل وجود جماعات مسلحة موالية لطهران طالما استهدفت القوات الأمريكية سابقًا. 

وتنتشر قواعد أمريكية في عدة محافظات، أبرزها الأنبار وأربيل، ما يعزز المخاوف من تعرضها لهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة.

وتُعَد هذه الموجة من الإجلاء الأوسع منذ يناير 2020، عندما تصاعد التوتر بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد، وما تبعها من ردود صاروخية إيرانية على قواعد عسكرية تضم جنوداً أمريكيين.

تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة

في ظل هذه التطورات، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي، محذرين من اندلاع نزاع إقليمي شامل قد يُفضي إلى موجات نزوح جديدة ويزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي السياق، قال محللون إن إجلاء الموظفين الأمريكيين من العراق يشير إلى أن واشنطن تتوقع اتساع رقعة المواجهة، ليس فقط على مستوى الدول بل على مستوى حلفائها ووكلائها في المنطقة، وهو ما قد يهدد أمن السفارات الغربية والمنشآت الحيوية في أكثر من دولة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية