"فايننشيال تايمز": تغير المناخ يرفع احتمالات موجات الحر في بريطانيا عشرة أضعاف

"فايننشيال تايمز": تغير المناخ يرفع احتمالات موجات الحر في بريطانيا عشرة أضعاف
بريطانيا - أرشيف

سجّل الطقس في المملكة المتحدة خلال ربيع 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، جعل منه الأكثر دفئًا وإشراقًا في تاريخ البلاد، وفقًا للبيانات الرسمية وتحذيرات صحية طارئة.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز" أكد باحثو مجموعة (World Weather Attribution)، وهي مجموعة أكاديمية متخصصة، أن تغير المناخ زاد احتمالية تعرض المملكة المتحدة لموجات حر مثل الحالية بمقدار عشرة أضعاف، وبيّن العلماء أن فرصة تسجيل درجة حرارة تصل إلى 32 درجة مئوية في يوم واحد ارتفعت بمقدار 100 مرة مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة.

وأوضح الباحث في مركز السياسة البيئية في جامعة إمبريال كوليدج لندن، بن كلارك، أن كل ارتفاع بسيط في درجات الحرارة سيزيد من خطر موجات الحر، بما في ذلك ارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بها، وتزايد الضغط على النظام الصحي، واضطرابات النقل وظروف العمل، وتراجع جودة الهواء.

جفاف تاريخي يزيد الضغوط

رافق موجة الحر جفاف يُعدّ الأشد منذ أكثر من قرن، وطلبت شركات المياه، مثل يوركشاير ووتر ويونايتد يوتيليتيز وويلش ووتر، من المواطنين تقليل الاستهلاك الطوعي بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في الطلب.

وأعلنت وكالة البيئة البريطانية حالة جفاف في مناطق تشمل الشمال الغربي ويوركشاير، فيما حذرت من احتمالات تراجع حاد في هطول الأمطار على نطاق أوسع.

ودعت هيئة مياه المملكة المتحدة المواطنين إلى الترشيد، خصوصًا أن متوسط استهلاك الأسرة يبلغ 323 لترًا يوميًا، في حين يعتقد الناس أن الرقم لا يتجاوز 62 لترًا.

تستعد شركات المياه خلال السنوات الخمس القادمة لإنشاء تسعة خزانات جديدة ضمن استثمار ضخم بقيمة 104 مليارات جنيه إسترليني، لضمان الأمن المائي ودعم قطاع الإسكان والاقتصاد المحلي.

الوفيات المرتبطة بالحرارة

أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى إصدار تحذير كهرماني مشترك من وكالة الأمن الصحي ومكتب الأرصاد الجوية، يشير إلى أن آثار الطقس قد تمتد لتشمل النظام الصحي بأكمله، مع تعريض الفئات الهشة مثل كبار السن والمرضى للخطر.

وسُجّلت نحو 2000 وفاة بسبب الحر في عام 2003، وارتفع الرقم إلى نحو 3000 حالة وفاة في صيف 2023، واعتبر العالم في جامعة ريدينغ، أكشاي ديوراس، هذه الوفيات "مآسي يمكن الوقاية منها"، مؤكدًا أن الفئات الأكثر هشاشة تدفع الثمن الأكبر.

وتحركت سلطات لندن لتقديم الدعم للمشردين، كما دعت النقابات العمالية إلى سنّ قانون يحدد درجة حرارة قصوى للعمل، أسوة بإسبانيا وألمانيا.

انتعاش إنتاج الطاقة الشمسية

على الجانب الآخر، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة بنسبة 40% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، وبحسب موقع "كاربون بريف"، شكلت الطاقة الشمسية أكثر من 10% من إجمالي الكهرباء في شهري أبريل ومايو.

وفقًا لبيانات جامعة شيفيلد، بلغت مساهمة الطاقة الشمسية في ذروة منتصف النهار يوم الخميس نحو ثلث الطلب على الكهرباء، وتجاوزت القدرة الإنتاجية المركبة 18 جيجاواط، مع هدف حكومي بالوصول إلى 45 - 47 جيجاواط بحلول 2030.

وأسهم الطقس الحار في تنشيط قطاع الترفيه والإنفاق العام، حيث شهدت متاجر مثل تيسكو وويذرسبون ونيكست زيادة في المبيعات، حسب تصريحات مديريها التنفيذيين.

وكشفت شركة ترينلاين عن زيادة حجوزات القطارات إلى المدن الساحلية بنسبة 25% خلال الأسبوع، كما تخطت حركة الدراجات على جسر فيكتوريا في لندن 18 ألف رحلة يوم الاثنين، في أعلى رقم يسجل ليوم غير استثنائي.

وأعادت موجة الحر في بريطانيا عام 2025 التأكيد على الحاجة العاجلة لمعالجة آثار التغير المناخي، وتبني استراتيجيات وطنية فعالة لحماية الفئات الهشة وضمان استدامة الموارد الحيوية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية