الأمم المتحدة تحذّر: عام 2025 بين أكثر ثلاث سنوات حرارة في التاريخ
الأمم المتحدة تحذّر: عام 2025 بين أكثر ثلاث سنوات حرارة في التاريخ
رجّحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن يكون عام 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرارة على الإطلاق، ليُختتم بذلك عقد كامل من الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة حول العالم. ومع ذلك، شددت المنظمة على أن عكس هذا الاتجاه الكارثي لا يزال ممكنًا، وإن كان بصعوبة متزايدة.
أكد تقرير المنظمة، الصادر عشية انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب30) المقرر في البرازيل، أن "الموجة المقلقة من درجات الحرارة الاستثنائية استمرت خلال عام 2025، الذي يُتوقّع أن يكون ثاني أو ثالث أكثر الأعوام سخونة منذ بدء السجلات المناخية"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأشار التقرير إلى أن تركيزات الغازات الدفيئة، ولا سيما ثاني أكسيد الكربون والميثان، بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، وهو ما يُمهّد لمزيد من الارتفاع في حرارة الكوكب خلال السنوات المقبلة.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة، سيليست ساولو، إن "مجموعة هذه التطورات تُظهر أن الحدّ من الاحترار العالمي عند مستوى 1.5 درجة مئوية بات شبه مستحيل في المستقبل القريب، دون تجاوز مؤقت لهذا الحد"، محذّرة من أن استمرار الاتجاه الحالي سيقود إلى تغييرات مناخية جذرية يصعب التراجع عنها.
العالم على مفترق طرق
تُعد اتفاقية باريس للمناخ، التي وُقّعت عام 2015، حجر الزاوية في الجهود الدولية للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع السعي لإبقاء الاحترار دون 1.5 درجة.
وأثبتت السنوات الأخيرة أن الالتزامات المناخية ما زالت دون المستوى المطلوب، في ظل استمرار انبعاثات الوقود الأحفوري وتراجع وتيرة التحوّل نحو الطاقة النظيفة.
وأوضحت ساولو أن "الحقائق العلمية تؤكد أنه لا يزال بالإمكان –بل ومن الضروري– إعادة الاحترار العالمي إلى مستوى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، إذا التزمت الدول بتطبيق سياسات مناخية جريئة وشاملة".
تحذيرات ودعوات للتحرك
تُشير البيانات الحديثة إلى أن الأعوام الخمسة الأخيرة، الممتدة بين 2020 و2025، كانت الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
ويُعزى ذلك إلى تزايد حدة ظاهرة النينو التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فضلًا عن تزايد معدلات ذوبان الجليد في القطبين وحرائق الغابات في مناطق واسعة من العالم.
ويرى خبراء المناخ أن الاستمرار في هذا المسار سيؤدي إلى كوارث بيئية واجتماعية متسلسلة، تشمل نقص المياه العذبة، وتراجع الأمن الغذائي، وارتفاع مستوى البحار الذي يُهدد بغمر مناطق ساحلية مأهولة. كما يُنذر بموجات حر قاتلة، وتراجع التنوع البيولوجي، وانكماش الأراضي الزراعية.
نافذة أمل تضيق
رغم سوداوية المشهد، تُشدّد الأمم المتحدة على أن الفرصة ما زالت قائمة للحد من تداعيات الأزمة المناخية إذا تم التحرك بسرعة.
ويُعوَّل على قمة "كوب30" في البرازيل لتكون نقطة انطلاق جديدة نحو التزامات أكثر صرامة، خصوصًا من الدول الصناعية الكبرى التي تتحمل الجزء الأكبر من الانبعاثات.
وتختم ساولو بيانها: "كل عُشر درجة مئوية من الاحترار الذي نمنعه اليوم، يعني حياةً أكثر أمانًا للأجيال المقبلة، الوقت يضيق، لكن الأمل لم ينطفئ بعد".










