موجة سرقات تضرب مزارع الرياح في إنجلترا وتهدد الطاقة المتجددة

12 موقعاً تعرضت لأضرار في ثلاثة أشهر

موجة سرقات تضرب مزارع الرياح في إنجلترا وتهدد الطاقة المتجددة
مزارع الرياح البرية

استهدفت عصابات مجهولة مزارع الرياح البرية في عدة مقاطعات بإنجلترا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في موجة سرقات غير مسبوقة لكابلات النحاس، ما أثار قلقاً واسعاً لدى الجهات الأمنية وشركات الطاقة المتجددة.

وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الاثنين، أكدت شركة DeterTech Crime Intelligence المتخصصة في أمن البنية التحتية أن ما لا يقل عن 12 مزرعة رياح كبرى في مقاطعات مثل كامبريدجشير، وديربيشير، وبيدفوردشير، وإسيكس، تعرضت لاقتحامات منظمة، مقارنة بأقل من خمس حوادث مماثلة في الأعوام السابقة.

وقال ريتشارد كريسب، محلل الاستخبارات في الشركة، إن "الوضع الحالي استثنائي تماماً، ولم نشهد له مثيلاً من قبل"، مشيراً إلى أن معظم السرقات السابقة كانت في توربينات معزولة، بينما تستهدف هذه السرقات مزارع كبيرة تحتوي على عدة أبراج تشغيل.

سرقة توربينات عاملة

كشف كريسب أن إحدى الحوادث شملت اقتحام ثلاثة أبراج توربينات داخل مزرعة واحدة، رغم أنها كانت تعمل لحظة السرقة، في إشارة إلى جرأة المهاجمين وخبرتهم بالبنية التحتية.

وقال مصدر مقرب من ملاك المزارع إن الأبواب المعدنية الخاصة بغرف الصيانة الواقعة في قواعد الأبراج تم كسرها بوضوح، ما يعزز فرضية وجود معرفة تقنية دقيقة لدى اللصوص.

واستغل الجناة الموقع الريفي المعزول لمعظم مزارع الرياح، ما أتاح لهم العمل في وضح النهار دون الحاجة إلى التخفي أو انتظار حلول الليل.

وذكر المصدر ذاته أن الجريمة من حيث المخاطرة مقابل المكافأة تُعد مغرية للغاية، فالنحاس مادة مرتفعة القيمة وسهلة التسييل، مقارنة بتجارة أكثر خطورة مثل المخدرات، مع عقوبات قانونية أقل حدة.

إجراءات أمنية مطورة

رغم أن بعض المزارع محمية بأسوار وبوابات وخنادق لمنع دخول المركبات، فإن بعض المواقع لا تزال قابلة للاختراق بسهولة، بحسب الجهات المعنية.

وحثّت شركة DeterTech أصحاب المواقع على مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، مشيرة إلى أن سيارات مشبوهة رُصدت تُجري -ما وصفته- "استطلاعاً عدائياً"- قبل وقوع بعض السرقات.

تحقيقات وتعاون أمني

أكد جيمس روبوتوم، رئيس السياسات في مجموعة RenewableUK، أن القطاع يتعاون مع الشرطة حاليًا لتطوير آليات فعالة لحماية المواقع.

وقال: "هذه الجرائم لا تهدد فقط تشغيل البنية التحتية الحيوية للطاقة، بل تعرض حياة عمالنا والمخالفين أنفسهم للخطر".

تُعد مزارع الرياح البرية في إنجلترا حجر الأساس في استراتيجية الحكومة البريطانية لتحقيق نظام كهربائي منخفض الكربون بحلول عام 2030، ورفعت حكومة حزب العمال في عام 2024 الحظر المفروض على التوسع في هذه المزارع، ما فتح الباب أمام استثمارات جديدة.

وتُعد سرقة المعادن، خصوصاً النحاس، من الجرائم المتنامية المرتبطة بالبنية التحتية، وتشكل تحدياً أمنياً كبيراً في سياق التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية