الجيش الإسرائيلي يعتقل 7 فلسطينيات من الضفة الغربية خلال 48 ساعة
الجيش الإسرائيلي يعتقل 7 فلسطينيات من الضفة الغربية خلال 48 ساعة
أعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، أن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت خلال اليومين الماضيين سبع نساء فلسطينيات، ما يرفع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 47، وسط تصاعد ملحوظ في حملات الملاحقة والاعتقال بحق النساء، لا سيما على خلفية ما يُسمى "التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي".
وذكر نادي الأسير، في بيان صحفي، أن من بين المعتقلات الجدد طالبة جامعية، مؤكدًا أن غالبية حالات الاعتقال تمت استنادًا إلى مزاعم الاحتلال حول ممارسة النساء "التحريض الإلكتروني"، وهي التهمة التي باتت تُستخدم بشكل واسع لتبرير اعتقال مئات الفلسطينيين.
وأوضحت المؤسسة الحقوقية أن "الاعتقال على خلفية التحريض بات سياسة ممنهجة، وجزءًا من منظومة القمع الرقمي التي يكرّسها الجيش الإسرائيلي لفرض رقابة مشددة على الفلسطينيين، والنيل من حرية الرأي والتعبير"، مشيرة إلى أن هذا النمط يُعد امتدادًا للاعتقال الإداري، الذي يتم دون توجيه تهم رسمية أو محاكمة.
وبحسب البيان، فإن معظم الأسيرات محتجزات في سجن الدامون، وبينهن أسيرتان من قطاع غزة، وطفلتان، وعشر معتقلات إداريًا، يُحتجزن دون تهم محددة وبقرارات قابلة للتمديد لفترات مفتوحة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
النساء في دائرة الاستهداف
وأشار نادي الأسير إلى أن عدد حالات الاعتقال بين النساء منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023 تجاوز 560 حالة، موضحًا أن هذه الاعتقالات شملت نساء من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بالإضافة إلى فلسطينيات من داخل أراضي 1948.
وتأتي هذه الأرقام ضمن سياق أوسع من التصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث استخدمت السلطات الإسرائيلية أدوات الاعتقال والترهيب النفسي والجسدي بشكل واسع ضد النساء والأطفال، بما في ذلك الإخفاء القسري والحرمان من الاتصال بالعائلات، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.
ووفق تقارير حقوقية، يُحتجز في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,400 فلسطيني، يتعرضون لما وصفه نادي الأسير بـ"نظام متكامل من التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع، والإهمال الطبي المتعمد"، الذي أودى بحياة عدد من المعتقلين في الأشهر الأخيرة.
وكانت إسرائيل قد نفذت، منذ بدء الحرب على غزة، نحو 17,500 حالة اعتقال في الضفة الغربية، تم الإفراج عن قسم منهم لاحقًا، فيما لا تزال أعداد كبيرة رهن الاحتجاز الإداري أو التحقيق.
سياق الإبادة المستمرة
تتزامن هذه الاعتقالات مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، وسط أزمة إنسانية خانقة ومجاعة أزهقت أرواح العديد من الأطفال.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تصاعدت الاعتداءات من قبل الجيش والمستوطنين، ما أسفر عن استشهاد 980 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.
ويُعد ملف الأسيرات الفلسطينيات من أبرز الملفات الحقوقية التي تثير قلق المنظمات الدولية، خاصة في ظل التقارير المتكررة حول سوء المعاملة، والحرمان من الحقوق الأساسية، والعزل، والتحقيق العنيف، في مخالفة لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية النساء في أوقات الحرب والاحتلال.