إيران تؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفي أي هجمات جديدة
إيران تؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفي أي هجمات جديدة
أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني، مساء الاثنين، موافقة طهران الرسمية على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بعد وساطة دولية قادتها الولايات المتحدة، في تطور لافت يأتي عقب أسبوعين من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الجانبين.
وجاء في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي الإيراني: "بعد دراسة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس، تؤكد طهران التزامها الكامل بوقف إطلاق النار مع إسرائيل".
وأعقب البيان تأكيد من التلفزيون الرسمي الإيراني، أوضح فيه أن الجمهورية الإسلامية لم تطلق أي صاروخ باتجاه إسرائيل بعد إعلان التهدئة، نافياً بذلك ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن استمرار الهجمات الصاروخية.
وقال التلفزيون في نشرته المسائية: "إيران تنفي بشكل قاطع تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".
وقف إطلاق النار
ويأتي الإعلان عن وقف إطلاق النار عقب تصعيد عسكري بلغ ذروته فجر الأحد، حين شنت الولايات المتحدة هجوماً واسعاً استهدف منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، ما دفع طهران إلى تهديد مباشر باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي المقابل، نفّذت إسرائيل عدة ضربات صاروخية على العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى، في أخطر مواجهة علنية بين الطرفين منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وبلغت المواجهة ذروتها خلال الأيام الماضية، إذ شهدت مدن إسرائيلية كبرى، من بينها القدس وتل أبيب، سقوط عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، فيما تعرضت منشآت حساسة في طهران لانفجارات عنيفة تسببت بأضرار مادية جسيمة.
ترامب يتوسط ويعلن التهدئة
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مساء الأحد عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، إثر "جهود مكثفة لمنع اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط"، بحسب وصفه.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "نجحنا في التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران وإسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار. الولايات المتحدة لن تسمح بانزلاق المنطقة نحو نزاع شامل".
وقد أكدت عدة مصادر دبلوماسية أوروبية أن وساطة ترامب شملت مشاورات مع كل من فرنسا، وقطر، وسلطنة عمان، وتركيا، إضافة إلى وسطاء من الأمم المتحدة.
الشارع بين الارتياح والشك
قوبل إعلان وقف إطلاق النار بترحيب حذر في الشارع الإيراني، إذ أعرب مواطنون عن ارتياحهم لوقف شبح الحرب، لكنهم في الوقت ذاته عبّروا عن قلقهم من أن تكون التهدئة مؤقتة، نظراً لانعدام الثقة بين الطرفين.
وقال المحلل السياسي الإيراني الدكتور حسن كاظمي في حديث للتلفزيون الرسمي: "وقف إطلاق النار مهم، لكنه لا يعالج جذور التوتر. طالما استمرت التهديدات الإسرائيلية والوجود الأمريكي في المنطقة، فإن احتمالات التصعيد تبقى قائمة".
وفي المقابل، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية بعد أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، رغم توقف صفارات الإنذار صباح الثلاثاء في أغلب المناطق الإسرائيلية، وفق ما أوردت وسائل إعلام عبرية.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني المصغر في وقت لاحق اليوم، لبحث بنود الاتفاق والتطورات الميدانية.