المفوضية الأوروبية ترحب بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
المفوضية الأوروبية ترحب بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، اليوم الثلاثاء، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن المسار الدبلوماسي هو الخيار "الفعلي والوحيد" لإنهاء التصعيد المستمر في الشرق الأوسط.
ودعت فون دير لايين، في منشور على منصة "إكس"، إلى اعتبار هذا الاتفاق "خطوة مهمّة نحو إعادة الاستقرار في المنطقة الرازحة تحت ثقل التوترات"، مضيفة أن الأولوية الجماعية الآن "يجب أن تكون خفض التصعيد والانخراط الجاد في مسار تفاوضي موثوق"، وفق وكالة "فرانس برس".
وحضّت رئيسة المفوضية الأوروبية إيران على "الانخراط بجدية في مسار دبلوماسي ذي مصداقية"، مشيرة إلى أن الحفاظ على الاستقرار الإقليمي يرتبط مباشرة بأمن أوروبا واستمرار تدفق الطاقة عبر الممرات الحيوية كمضيق هرمز والخليج.
إسرائيل تلوح بالرد
ردّ وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتهديدات صريحة، معلنًا أنه أصدر أوامر "بالرد القوي" على ما وصفه بـ"خرق إيران لوقف إطلاق النار"، وذلك بعد أن رُصدت صواريخ أطلقت من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل صباح الثلاثاء.
وأكد كاتس في بيان رسمي، أن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات مباشرة "بتوجيه ضربات عنيفة إلى أهداف تابعة للنظام الإيراني في قلب طهران"، مشددًا على أن إسرائيل "لن تسمح بانتهاك الاتفاق الذي تم برعاية دولية".
بدأ وقف إطلاق النار، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مساء الاثنين، بشكل تدريجي بدءا من الساعة الرابعة فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش، بعد وساطة أمريكية وفرنسية وقطرية مكثفة خلال الأيام الماضية.
حراك دبلوماسي متسارع
كثّفت العواصم الأوروبية والأمم المتحدة جهودها خلال اليومين الماضيين لتثبيت التهدئة ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، خصوصاً بعد استهداف إسرائيل لمواقع حساسة في إيران، وردّ طهران بإطلاق رشقات صاروخية على القواعد الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وأبدت عدة دول، بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا، تأييدها الفوري للمبادرة الأمريكية، محذّرة من أن استمرار النزاع سيؤدي إلى انهيار اقتصادي إقليمي وزيادة تدفقات اللاجئين، إضافة إلى تهديد استقرار أسواق الطاقة الدولية.
وأكّد مسؤولون أوروبيون أن الأولوية القصوى الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة دولية للإشراف على احترام الاتفاق ومراقبة أي انتهاكات محتملة، بالتنسيق مع مجلس الأمن ومبعوثي الأمم المتحدة للشرق الأوسط.
منطقة على حافة الانفجار
جاءت التطورات في وقت بالغ الحساسية، إذ شهدت الأيام العشرة الماضية تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، بدأ بضربات جوية إسرائيلية استهدفت منشآت نووية ومراكز تابعة للحرس الثوري، وردّت عليها طهران بإطلاق صواريخ على أهداف عسكرية في إسرائيل وقطر والعراق.
وتسببت الغارات في خسائر بشرية ومادية، وأثارت مخاوف واسعة من نشوب حرب إقليمية قد تجرّ إليها أطرافًا دولية، خصوصًا مع تورط القواعد الأمريكية في الخليج كأهداف مباشرة للهجمات الإيرانية.
ودفعت التهديدات المتبادلة بالولايات المتحدة إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها في عدة دول شرق أوسطية، كما أغلقت قطر مجالها الجوي لفترة قصيرة بعد سقوط صواريخ قرب قاعدة العديد الجوية.