19 قتيلاً وقرابة 300 جريح في ضربات روسية وسط شرق أوكرانيا

19 قتيلاً وقرابة 300 جريح في ضربات روسية وسط شرق أوكرانيا
رجال الإنقاذ الأوكران في أحد مواقع الغارات الروسية

قُتل 19 شخصاً على الأقل وأُصيب قرابة 300 آخرين، الثلاثاء، في ضربات صاروخية روسية استهدفت منطقة دنيبروبيتروفسك وسط شرق أوكرانيا، في واحدة من أعنف الهجمات منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية، الثلاثاء.

وتأتي هذه الضربات في أعقاب هجوم جوي روسي واسع على العاصمة كييف ليل الأحد – الاثنين، وذلك قبيل قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، التي يشارك فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحسب فرانس برس.

"بوتين يُدمّر الحياة"

وفي تصريح عبر منصة "إكس"، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء: "بوتين يُدمّر حياة أشخاص، هذا هو تعريفه للسيطرة. قتلٌ، تدميرٌ، ابتزاز، يجب إجبار روسيا على السلام، عبر العزلة وفرض أقصى العقوبات عليها".

وأضاف أن القصف الروسي طاول مدارس ومرافق صحية، بل وتسبب في إصابة ركاب على متن قطار، معتبراً أن روسيا "ترسل رسالة إرهاب ورفض للسلام".

وأكد رئيس الإدارة المحلية سيرغي ليساك ارتفاع عدد القتلى في دنيبرو إلى 17، و279 جريحاً، فيما قُتل شخصان وجُرح 14 في مدينة سامار القريبة.

واحدة من أضخم الضربات

وصف رئيس بلدية دنيبرو بوريس فيلاتوف الهجوم بأنه "ربما واحد من أكبر الضربات على المدينة" منذ بداية الحرب، مؤكداً أن صواريخ استهدفت مبنى إدارياً في وضح النهار، في تمام الساعة 11:10 صباحاً.

ويُعد هذا الهجوم هو الثاني الكبير خلال أسبوعين على دنيبروبيتروفسك، بعد أن فتحت روسيا جبهة برية جديدة في المنطقة، وهي سابقة لم تحدث منذ بداية الحرب.

وفي الوقت ذاته، وصل زيلينسكي إلى هولندا للمشاركة في قمة الناتو، حيث التقى بالأمين العام للحلف مارك روته، ومن المقرر أن يجتمع الأربعاء بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إن "مصداقية الحلفاء تقتضي تعزيز الضغوط على موسكو"، مشدداً على أهمية الدعم الغربي المتواصل لكييف.

ويُنتظر أن تُصادق القمة على زيادة الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء، وتقديم التزامات جديدة لدعم أوكرانيا على الصعيدين الأمني والعسكري.

تباعد في المواقف

ورغم دعواته المتكررة لوقف القتال، لم ينجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى الآن في إحراز تقدم ملموس نحو تسوية النزاع، بل أثار استياء كييف بتبنيه سردية الكرملين بشأن أصول الحرب، واستئنافه الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتشترط أوكرانيا أي مفاوضات مستقبلية بانسحاب كامل للقوات الروسية، وتوفير ضمانات أمنية غربية، مثل الانضمام إلى الناتو أو نشر قوات أجنبية على أراضيها – وهي مطالب ترفضها موسكو تماماً.

من جانبها، تتمسك روسيا بمطالب تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي ضمتها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وتراجعها عن الانضمام إلى الناتو.

وفي تصريح مثير للجدل، قال بوتين أخيراً: "أعدّ الشعبين الروسي والأوكراني شعباً واحداً.. وبهذا المعنى، فإن أوكرانيا بأكملها تابعة لنا"، ما عدّته كييف إنكاراً صارخاً لسيادتها.

استمرار القصف.. وردود أوكرانية

الهجمات الروسية لم تقتصر على دنيبرو. فقد أُعلن صباح الثلاثاء عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في غارات بمسيّرات على مدينة سومي (شمال شرق).

وكانت كييف قد تعرضت قبل يومين لقصف صاروخي كثيف أسفر عن مقتل 10 أشخاص، في هجوم تلى عملية مشابهة قبل أسبوع أودت بحياة 28 مدنياً.

ورداً على ذلك، تواصل القوات الأوكرانية تنفيذ هجمات على العمق الروسي، بهدف إضعاف البنية اللوجستية العسكرية لجيش موسكو.

بدأت الحرب في أوكرانيا عقب الغزو الروسي في 24 فبراير 2022، والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه غير قانوني. ومنذ ذلك الحين، تشهد البلاد واحدة من أعنف النزاعات في أوروبا منذ عقود، حيث اتسعت العمليات العسكرية لتشمل مدنًا وبُنى تحتية مدنية. 

وأثرت الحرب بشكل مباشر في ملايين السكان، وتسببت في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في ظل تحديات إنسانية وأمنية لا تزال قائمة دون حل سياسي شامل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية