"يديعوت أحرونوت": تصاعد مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في أوروبا بسبب حرب غزة

"يديعوت أحرونوت": تصاعد مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في أوروبا بسبب حرب غزة
مقاطعة المنتجات الإسرائيلية - أرشيف

تفاقمت حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية في القارة الأوروبية، اليوم الخميس، بعد أن كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن اتساع رقعة المقاطعة لتصل إلى ألمانيا، في تطور غير معتاد بالنظر إلى الدعم التقليدي الذي تقدمه برلين لإسرائيل. 

وربط التقرير بين تزايد حدة المقاطعة والحرب الدامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أشهر.

وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقريرها أن مزارعين ومصدّرين إسرائيليين بدأوا يلمسون انخفاضًا حادًا في صادراتهم الزراعية والغذائية إلى أوروبا، بما في ذلك بلدان مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا، وحتى أسواق بعيدة مثل اليابان. 

ولفت التقرير إلى أن متاجر وسلاسل كبرى بدأت فعليًا بوقف طلب المنتجات الإسرائيلية، وعلى رأسها سلسلة "ألدي" الألمانية ومتاجر "ويتروز" البريطانية.

وأكد مصدر في قطاع تصدير البطاطس للصحيفة أن "أصوات المقاطعة أصبحت أعلى في ألمانيا تحديدًا خلال الأسبوعين الأخيرين، وهو أمر غير مسبوق"، مضيفًا أن "محلات ألدي تبذل جهودًا واضحة لتجنب الشراء منا، بسبب الضغط الشعبي والخوف من ردود الأفعال".

تدهور صورة إسرائيل

أشعلت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2024 موجة من الإدانات الدولية، وأعادت الزخم لحملات المقاطعة التي يقودها ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية، لا سيما في أوروبا. 

وتزايدت الدعوات إلى سحب المنتجات الإسرائيلية من الأسواق باعتبارها "مشاركة غير مباشرة في دعم آلة الحرب"، خصوصًا في ظل التقارير الحقوقية التي تتحدث عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين في غزة، بينهم نسبة مرتفعة من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنى التحتية.

وبيّن عوفر ليفين، وهو مصدر زراعي، أن حملة المقاطعة بدأت من بلجيكا، حيث تُلزم لوائح الاتحاد الأوروبي محال البيع بوضع ملصقات تشير إلى بلد المنشأ، ما جعل المنتجات الإسرائيلية عرضة لرفض شعبي واسع.

شركات تعترف بالضغوط 

أقرّ يانيف يابلونكا، المدير التنفيذي لشركة "يابرو" التي تُعد من كبرى شركات تصدير البطاطس في إسرائيل، بأن غالبية عملائه من المتاجر الكبرى في أوروبا باتوا يطلبون بشكل غير معلن التوقف عن توريد أي منتجات إسرائيلية. 

وقال: "تجار التجزئة لا يريدون احتجاجات، ولا يريدون مشكلات مع المستهلكين، ويفضلون تجنب أي منتج يثير الجدل".

وأشار التقرير إلى أن شركات التعبئة الإسرائيلية تخشى أن يتسبب إدراج مصدر البضاعة في فقدان العقود التجارية أو التعرض لحملات المقاطعة النشطة، خصوصًا من نشطاء حركة BDS (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).

إعلان رسمي بالمقاطعة

انضمت سلسلة متاجر "كوب أليانزا 3.0" الإيطالية، التي تملك 350 فرعًا موزعة على 8 مناطق في البلاد، إلى حملة المقاطعة بشكل رسمي، إذ أعلنت الأربعاء عن سحب جميع المنتجات الإسرائيلية من رفوفها، ضمن حملة أطلقتها تحت اسم "Coop 4 Refugees".

وقالت إدارة السلسلة في بيان: "اخترنا القيام بلفتة رمزية تتماشى مع قيمنا، تعبيرًا عن تضامننا مع اللاجئين الفلسطينيين، وردًا على استمرار العنف في قطاع غزة". 

وأكد البيان أن القرار اتُّخذ بعد مشاورات داخلية وشكاوى متزايدة من المستهلكين الإيطاليين الذين عبّروا عن رفضهم بيع بضائع "مرتبطة بجهات مسؤولة عن أعمال الإبادة".

خسائر اقتصادية وتوتر

أثار التوسع الملحوظ في حملة المقاطعة قلقًا كبيرًا داخل الأوساط الاقتصادية الإسرائيلية، حيث تشكل الصادرات الزراعية إلى أوروبا أحد أهم روافد الاقتصاد الإسرائيلي، خصوصًا في ظل اعتماد إسرائيل على السوق الأوروبية لتصريف جزء كبير من إنتاجها الزراعي.

ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه إسرائيل عزلة دبلوماسية متزايدة، وتراجعًا في مستوى الدعم الشعبي لها داخل المجتمعات الغربية، لا سيما بعد نشر صور ومقاطع توثق دمارًا واسعًا في غزة. 

ويُخشى من أن يؤدي استمرار هذا الاتجاه إلى ضغوط متزايدة على الشركات الإسرائيلية، وربما على الحكومة نفسها، لاتخاذ خطوات لإنهاء الحرب أو تخفيف حدتها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية