واشنطن تعد مقترحاً لإنهاء حرب غزة يشمل تبادل الأسرى وإعادة الإعمار
واشنطن تعد مقترحاً لإنهاء حرب غزة يشمل تبادل الأسرى وإعادة الإعمار
كشفت مصادر مصرية مطلعة، اليوم السبت، عن تحضيرات أمريكية جارية لعقد اجتماع مهم بشأن قطاع غزة في العاصمة القطرية الدوحة، من المزمع أن يُعرض خلاله مقترح أمريكي شامل لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأكدت المصادر أن الولايات المتحدة أبلغت وسطاء النزاع، مصر وقطر، نيتها تقديم خطة تتضمن وقف إطلاق نار مؤقت، وتبادل الأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية، والانطلاق نحو عملية إعادة الإعمار، وفق "روسيا اليوم".
وأوضحت المصادر، بحسب ما نشرته وسائل إعلام مصرية، أن الوسطاء أبلغوا الإدارة الأمريكية بضرورة الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق نار أولي لمدة أسبوعين على الأقل، كخطوة ضرورية لتهيئة المناخ السياسي والإنساني لإطلاق المفاوضات.
وتهدف هذه التهدئة المؤقتة إلى تسهيل إدخال المساعدات وتبريد ساحة المعركة، قبل الدخول في تفاصيل الخطة النهائية.
وقف النار قد يتم خلال أسبوع
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الجمعة خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن "اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزة بات وشيكًا"، مرجّحًا إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح أن التفاهمات تشمل وقف القتال وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، إلى جانب ترتيبات لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
وأشار ترامب في حديثه إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتقديم "الكثير من المال والطعام" إلى سكان غزة، في محاولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وأردف قائلًا: "أنظر إلى حشود الناس الذين لا يملكون طعامًا، ولا يملكون شيئًا، ونحن من نجلبه إليهم"، لكنه في الوقت نفسه انتقد ما وصفه بـ"استيلاء عناصر سيئة على المساعدات وبيعها"، مؤكدًا وجود "نظام بديل حاليًا لضمان التوزيع العادل".
مرحلة جديدة من الوساطة
تأتي الاستعدادات الأمريكية لعقد هذا الاجتماع في الدوحة ضمن جهود دبلوماسية مكثفة تشارك فيها دول إقليمية وأطراف دولية لإنهاء الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس داخل إسرائيل.
وتعد قطر أحد الوسطاء الرئيسيين في الملف، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، ولعبت سابقًا دورًا في ترتيب اتفاقات تبادل الأسرى والهدن المؤقتة.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 132 ألف شخص، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع.
وأدت الحرب إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الطبية والتعليمية، فضلًا عن نزوح أكثر من مليون ونصف مواطن، وانهيار شبه كامل في الخدمات العامة، وسط نقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
ضغط دولي واحتقان إقليمي
يأتي التحرك الأمريكي الأخير وسط تصاعد الغضب الدولي من استمرار الحرب والحصار، وتزايد الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أن غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل الحصار الإسرائيلي وقيود إدخال الإغاثة، في حين تتواصل الاتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.