16 قتيلاً من الجيش الباكستاني في هجوم انتحاري تبنّته طالبان
16 قتيلاً من الجيش الباكستاني في هجوم انتحاري تبنّته طالبان
قُتل ما لا يقل عن 16 جندياً باكستانياً وأُصيب أكثر من 20 شخصاً آخرين، بينهم مدنيون، جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية شمال غربي باكستان، في تصعيد أمني جديد تبنته حركة طالبان الباكستانية عبر أحد فصائلها المحلية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين أمنيين.
وأكد مسؤول حكومي في منطقة شمال وزيرستان التابعة لإقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان، أن الهجوم وقع حين صدم انتحاري بسيارته المفخخة قافلة عسكرية في منطقة مكتظة بالسكان، مضيفًا أن الحصيلة المعلنة ارتفعت من 13 إلى 16 قتيلاً من عناصر الجيش، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.
إصابات بين المدنيين
وقال ضابط في الشرطة المحلية للوكالة الفرنسية، إن الانفجار كان شديداً لدرجة أنه أدى إلى انهيار سقف منزلين قريبين من موقع الحادث، ما أسفر عن إصابة ستة أطفال بجروح متفاوتة.
وأظهرت الصور الأولية من موقع الانفجار حجم الدمار الكبير الذي طال المركبات العسكرية والمباني المجاورة، فيما باشرت القوات الأمنية بفرض طوق أمني على المنطقة، وجرى نقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.
وأعلنت مجموعة حافظ غل بهادور، وهي فصيل محلي ضمن حركة طالبان الباكستانية (TTP)، مسؤوليتها عن العملية، وذلك في بيان نشرته على منصات تابعة لها على الإنترنت.
ويعد هذا الفصيل من أبرز المجموعات المتشددة التي تنشط في شمال وزيرستان ولها سجل طويل من الهجمات على قوات الأمن الباكستانية.
تصعيد مستمر منذ أشهر
يأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد مستمر منذ أشهر في الأقاليم الحدودية مع أفغانستان، حيث كثّفت جماعات مسلحة هجماتها على نقاط تفتيش ومعسكرات للجيش الباكستاني، في تحدٍ مباشر لقدرات الحكومة على السيطرة على هذه المناطق الجبلية الوعرة.
ومنذ عودة حركة طالبان الأفغانية إلى الحكم في كابول في أغسطس 2021، شهدت المناطق القبلية في باكستان ارتفاعاً كبيراً في وتيرة العنف، حيث اتهمت إسلام آباد مراراً السلطات الجديدة في أفغانستان بـ"غض الطرف عن نشاط الجماعات المسلحة"، بل والسماح لها باستخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن لتخطيط الهجمات.
لكن حكومة طالبان في أفغانستان تنفي باستمرار هذه الاتهامات، وتؤكد أنها لا تسمح لأي جهة باستخدام أراضيها ضد جيرانها، مشيرة إلى أنها تواجه ضغوطاً أمنية داخلية وتحديات اقتصادية تحول دون ضبط كامل للحدود.
أرقام ثقيلة منذ مطلع العام
وبحسب إحصاء أجرته وكالة فرانس برس، قُتل نحو 290 شخصاً في هجمات مسلحة استهدفت قوات الأمن الباكستانية، معظمهم في ولايتي خيبر بختونخوا وبلوشستان، وهما الإقليمان الأكثر اضطراباً في البلاد.
وتقول مصادر حكومية إن عدد الهجمات ارتفع بنسبة 30% منذ بداية عام 2025، وسط قلق متزايد من عودة "الملاذات الإرهابية" في الشمال الغربي.
ويخشى المراقبون أن يكون هذا التصعيد مقدّمة لموجة أوسع من الهجمات، في ظل فشل المحادثات السابقة بين الحكومة وحركة طالبان الباكستانية، والتي كانت ترعاها سلطات أفغانية وأطراف دولية.
ردود فعل ومطالب بتحقيقات
ولم تصدر الحكومة الباكستانية بعد بياناً رسمياً بشأن الحادث، لكن من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن القومي الباكستاني اجتماعاً طارئاً خلال الساعات المقبلة لبحث التداعيات.
وفي المقابل، طالب سياسيون ونشطاء حقوقيون بتحقيق فوري في الحادث، مشيرين إلى "فشل الاستخبارات في توقع الهجوم"، ودعوا إلى اعتماد مقاربة شاملة تشمل التنمية ومكافحة الفكر المتشدد لاحتواء الأزمة المتصاعدة في المناطق الحدودية.