اندلاع حريق ضخم في أحراج بلدة القبيات شمالي لبنان

اندلاع حريق ضخم في أحراج بلدة القبيات شمالي لبنان
حريق غابات- أرشيف

اندلع صباح اليوم الاثنين، حريق كبير في الأحراج الجبلية المحيطة ببلدة القبيات في قضاء عكار شمالي لبنان، متسببًا في تصاعد كثيف لألسنة اللهب والدخان، وسط مخاوف من تمدده إلى المناطق السكنية المجاورة.

وكافحت فرق الدفاع المدني منذ ساعات الفجر الأولى، بدعم من وحدات الجيش اللبناني، للسيطرة على النيران المشتعلة في التضاريس الوعرة المحيطة بالبلدة، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية. 

ورغم الجهود المكثفة، لم تنجح حتى الآن في إخماد الحريق بسبب سرعة الرياح وجفاف الغطاء النباتي، ما زاد من صعوبة الوصول إلى مراكز النيران.

وظهر في مقطع فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة للنيران وهي تلتهم أشجار الصنوبر والأشجار المعمّرة، وسط محاولات يائسة من المتطوعين لإبطاء تقدم الحريق.

التسيب والإهمال

أدانت وزيرة البيئة اللبنانية تمارا الزين بشدة ما وصفته بـ"الإهمال المزمن" في التعامل مع حرائق الأحراج

وقالت في تصريح رسمي: "حرائق القبيات اليوم تضاف إلى سجل التسيّب وانعدام المسؤولية عند من لا يتورعون عن إشعال الحريق من أجل الحطب وحفنة من الدولارات"، مشددة على غياب المساءلة في السنوات الماضية، حيث لم يتم التوصّل إلى أي من المرتكبين.

ولفتت الوزيرة إلى أن "الظروف المناخية الصعبة هذا العام، من شحٍ في الأمطار وارتفاع في درجات الحرارة، تجعل من موسم الصيف الحالي أكثر خطورة"، مضيفة أن "المهمة تزداد تعقيدًا مع قلة الموارد البشرية وعدم كفاية فرق الإطفاء في المناطق الريفية".

طوارئ وتنسيق محلي

دعت الوزيرة الزين إلى "الاستعانة بالمزيد من حراس الأحراج، وتعزيز التنسيق بين البلديات، والجمعيات الأهلية، والمجتمع المدني"، مشيرة إلى أن غياب التنسيق الفعّال يشكل عاملًا إضافيًا في تكرار هذا النوع من الكوارث.

وشددت على أن "التقصير في المعالجة الوقائية هو ما يجعل النيران تعود كل صيف، مهددة الأمن البيئي، والسلامة العامة، وحياة السكان في القرى الجبلية".

شهد لبنان خلال العقدين الأخيرين تصاعدًا ملحوظًا في عدد ومساحة حرائق الغابات، خاصة في مناطق عكار، والهرمل، والشوف، بفعل التغيرات المناخية، وتراجع الرقابة الرسمية على الأحراج، وانتشار ممارسات غير قانونية مثل قطع الأشجار وحرق المساحات الخضراء لأغراض زراعية أو تجارية.

وتُعد بلدة القبيات من أغنى المناطق اللبنانية من حيث الغطاء الحرجي الطبيعي، وتحتضن تنوعًا بيولوجيًا نادرًا، ما يجعل خسارة أي جزء منها ضربة قاسية للبيئة الوطنية، وسط غياب استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الكوارث البيئية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية