"واشنطن بوست": زيارة ترامب لمركز احتجاز محاط بالتماسيح تثير جدلاً حقوقياً
"واشنطن بوست": زيارة ترامب لمركز احتجاز محاط بالتماسيح تثير جدلاً حقوقياً
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه زيارة مركز احتجاز جديد للمهاجرين في منطقة إيفرجليدز بولاية فلوريدا، وسط حملات دعائية لافتة وصور ساخرة من البيت الأبيض، ركزت على الطبيعة القاسية للموقع، ولا سيما وجود التماسيح.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الثلاثاء، قدمت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، وصفاً حاداً للموقع قائلة: "المخرج الوحيد من هذا المركز هو رحلة ذهاب فقط"، مؤكدة أن عزلة المكان وخطورته تُشكّلان رادعاً طبيعياً لمحاولات الفرار.
أشعلت زيارة ترامب النقاش مجدداً حول سياساته المتشددة في مجال الهجرة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى رفض متزايد لها.
وأظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك أن 57% من الناخبين لا يوافقون على سياساته، بينما أظهر استطلاع يوجوف أن 49% من الأمريكيين يعارضون توجهاته، مقابل 45% يؤيدونه.
في المقابل، حافظت هذه السياسات على شعبية واسعة في قاعدة ترامب الانتخابية، حيث أيد 86% من ناخبيه لعام 2024 نهجه في ملف الهجرة، منهم 71% أكدوا تأييدهم الشديد.
مخاوف حقوقية وبيئية
يرافق ترامب في افتتاح مركز الاحتجاز، المُلقب بـ"ألكاتراز التمساح"، كل من حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ووزيرة الأمن الداخلي كريستي ل. نويم. ويقع الموقع على حافة محمية بيج سايبرس الطبيعية، ما أثار احتجاجات من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات البيئية، إضافة إلى اعتراضات من قبيلة ميكوسوكي الأصلية.
أطلق البيت الأبيض حملة دعائية تشمل مقاطع فيديو بتعليقات ساخرة وصور رقمية مُعدلة تظهر تماسيح ترتدي قبعات خاصة بحرس الحدود، كما روّج الحزب الجمهوري في فلوريدا منتجات تحمل شعار "ألكاتراز التمساح" في حملات جمع التبرعات.
أكد المدعي العام لفلوريدا، جيمس أوثماير، صعوبة الهروب من المركز بسبب الحياة البرية، قائلاً إن التماسيح والثعابين تمثّل حراساً طبيعيين.
التهويل غير واقعي
مع ذلك، شكك سكان محليون في هذه الادعاءات، حيث قالت كوني راندولف، المقيمة قرب الموقع، إن التهويل غير واقعي، ووصفت الحياة في المحمية بالهادئة، أما بيتي أوسيولا، من قبيلة ميكوسوكي، فأكدت أن المنطقة موطن لتنوع بيئي فريد، يضم النمر الفلوريدي المهدد بالانقراض.
عارض رئيس قبيلة ميكوسوكي، تالبرت سايبرس، المشروع بشدة، واعتبر أن الموقع جزء من موطن القبيلة التاريخي، وقال: "بدلاً من تصويرها كأرض قاحلة مليئة بالأفاعي، يجب الاعتراف بها كموطن تقليدي لأجيال من قبائل ميكوسوكي وسيمينول".
وتبقى سياسة الهجرة إحدى أكثر القضايا استقطاباً في المشهد السياسي الأمريكي، وتظهر زيارة ترامب لمركز الاحتجاز بفلوريدا كمحاولة لتعزيز صورته كرئيس حازم في ضبط الحدود، رغم الانتقادات المتزايدة محلياً ودولياً.