الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُحرمون من وسائل البقاء على قيد الحياة

الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُحرمون من وسائل البقاء على قيد الحياة
الحرب على غزة

أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة شهدت تصعيدًا كبيرًا منذ إصدار أوامر الإخلاء الأخيرة يوم الأحد، ما أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 1,500 عائلة من شمال غزة والجزء الشرقي من المحافظة، باتجاه الأجزاء الغربية والوسطى التي تعاني أساسًا من الاكتظاظ وانعدام الخدمات.

وأوضح دوغاريك، الثلاثاء، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أن تقارير حقوقية وميدانية أشارت إلى تعرض خمس مدارس للقصف خلال الساعات الـ48 الماضية، كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى، دون تحديد أعداد دقيقة. وأشار إلى أن بعض هذه العائلات اضطرت للعودة إلى مناطق النزاع شمالًا، بسبب عدم توفر بدائل للإيواء أو أماكن آمنة للفرار وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

قصف طال خياماً

قالت منظمة الصحة العالمية إن قصفًا طال خيمة تؤوي مدنيين في ساحة مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح، وأسفر عن إصابات متعددة، كما تضرر قسم الطب الباطني في المستشفى.

وتعرض خط إمداد الأوكسجين الحيوي لأضرار بالغة، ما يعقّد علاج المرضى في أحد المراكز القليلة المتبقية التي تقدم خدمات طبية في المنطقة الوسطى من القطاع.

ذكرت المنظمة أنها وثّقت حتى الآن 734 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ 23 أكتوبر 2023، مجددة مطالبتها بحماية المدنيين والمنشآت الطبية وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.

حرمان من ضروريات الحياة

شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على أن القيود المفروضة على الحركة داخل القطاع تعرقل بشكل حاد تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تسهّل سوى 8 من أصل 15 محاولة لتحريك قوافل إغاثية يوم الاثنين، فيما رُفضت ثلاث محاولات وأُعيقت أو أُلغيت أخرى لأسباب أمنية أو لوجستية.

حذر المكتب من قرب نفاد الوقود في غزة، مؤكداً أن ذلك يهدد بانهيار منظومة الخدمات الصحية والإنسانية،وكشفت وزارة الصحة في غزة أن مجمع الشفاء الطبي أوقف خدمات غسيل الكلى بسبب انعدام الوقود، في حين تُقلص وحدات العناية المركزة عملها لساعات معدودة يوميًا فقط.

قال دوغاريك إن سكان غزة يُحرمون تدريجياً من وسائل البقاء على قيد الحياة، مشددًا على ضرورة فتح جميع المعابر وتسهيل مرور الإمدادات الإنسانية بشكل منتظم وسريع، لإنقاذ ما تبقى من الأرواح والمرافق.

الجوع يتسارع

كما أفاد برنامج الأغذية العالمي أن خطر المجاعة يزداد في القطاع، وسط تراجع القدرة على الوصول إلى المدنيين المتضررين. ولفت إلى أن فرقه تعمل على إنشاء نقاط توزيع جديدة لتجاوز القيود الأمنية، لكن نجاح هذه الجهود مرهون بتوفير ممرات آمنة متعددة ودعم دولي عاجل، إضافة إلى تحقيق وقف إطلاق نار مستدام.

تشهد غزة منذ أكتوبر 2023 واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري، أسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية المدنية، ونزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخليًا، وتتعرض المرافق الصحية والتعليمية والدينية للاستهداف المتكرر، وسط شح في الموارد الطبية والغذائية ووقود تشغيل المستشفيات.

وتُجمع تقارير أممية متطابقة على أن الوضع الإنساني يقترب من حافة الانهيار الكامل، ما يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً لوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية