"الأغذية العالمي": توزيع الدقيق لا يزال متوقفاً في غزة رغم الأزمة الغذائية
"الأغذية العالمي": توزيع الدقيق لا يزال متوقفاً في غزة رغم الأزمة الغذائية
أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم السبت، أن عملية توزيع الدقيق لا تزال متوقفة كلياً في قطاع غزة، في ظل استمرار الانهيار الإنساني الذي يشهده القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، وما ترتب عليها من حصار شامل وقيود مشددة على دخول الغذاء والدواء والوقود.
وأوضح البرنامج في بيان رسمي، أن الكميات المحدودة من الدقيق التي تصل إلى العائلات المتضررة حالياً، تُوزع من قبل مؤسسات دولية ومحلية، في إطار جهود جزئية ومحدودة النطاق نسبياً، مضيفاً أن هذه التحركات، رغم تواضعها، كان لها أثر إيجابي ملموس على الأسواق وعلى العائلات التي تلقت المساعدات، مما يستدعي -بحسب البيان- الإشادة بالدور الحيوي الذي تقوم به هذه المؤسسات الإنسانية وسط الأوضاع الكارثية المتفاقمة.
وشدد البرنامج الأممي على أنه لم يبدأ بعد في تنفيذ بروتوكول التوزيع الإنساني الشامل للدقيق في غزة، وهو البروتوكول الذي يُفترض أن يغطي جميع العائلات في القطاع خلال فترة قصيرة، فور تفعيل آلية الدخول والتوزيع.
مجاعة تفتك بالأطفال
وتزامن بيان برنامج الأغذية العالمي مع إعلان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في وقت سابق من اليوم، عن ارتفاع عدد ضحايا الأطفال جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلاً، نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية الضرورية للفئات الهشة، خاصة الرضّع والمرضى.
واتهم المكتب الإعلامي، في بيانه، الجيش الإسرائيلي باستخدام التجويع كسلاح إبادة ممنهج، واصفاً ذلك بأنه "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، في ظل صمت دولي مريب تجاه ما يتعرض له الأطفال من موت بطيء بفعل الجوع والمرض ونقص الرعاية الأساسية.
شبح المجاعة يخيّم
ويعاني سكان قطاع غزة من أزمة غذائية خانقة، تقترب –وفق تقارير أممية– من مستوى المجاعة الفعلية، نتيجة تدمير البنية التحتية للزراعة، وغياب إمدادات الوقود اللازمة للتخزين والتبريد، وتقييد دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية.
وكانت منظمات أممية، من بينها الأوتشا واليونيسف، قد حذّرت مراراً من أن أكثر من مليون ونصف مليون شخص في القطاع، معظمهم من الأطفال والنساء، يواجهون خطر المجاعة الحاد، إذا لم تُفتح المعابر وتُفعّل آليات توزيع فعالة وآمنة للمساعدات.
يُذكر أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا أسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية ومرافق الحياة الأساسية، إضافة إلى استشهاد عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تبقى القيود على إيصال المساعدات الإنسانية أحد أخطر العوامل المؤدية إلى تفاقم الكارثة في القطاع المحاصر.