"إيران إنترناشيونال": نقل باحث سويدي محكوم عليه بالإعدام في طهران لمكان مجهول

"إيران إنترناشيونال": نقل باحث سويدي محكوم عليه بالإعدام في طهران لمكان مجهول
الباحث الإيراني-السويدي أحمد رضا جلالي

فقدت عائلة الطبيب والباحث الإيراني-السويدي أحمد رضا جلالي الاتصال به منذ 9 أيام، بعد أن نُقل من سجن طهران الكبير إلى وجهة غير معلومة، في ظل تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، ما يثير مخاوف من احتمال تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه عام 2017.

وأعربت زوجته ويدا مهران نيا، في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال"، الثلاثاء، عن قلقها العميق إزاء هذا الغياب الغامض، مؤكدة أن آخر اتصال تلقته منه كان مساء الاثنين 24 يونيو، يوم قصف سجن إيفين، حين أكد لها في البداية أنه بخير، ثم أعقب الاتصال بنصف ساعة مكالمة أخرى قال فيها إنهم ينوون نقله، إلا أن السجناء رفضوا إخراجه منفردًا من العنبر الرابع.

وأكدت الزوجة أنه في المكالمة الثالثة، أبلغها أحمد رضا بأنه سيتم نقل الجميع في تلك الليلة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت أخباره تمامًا، دون أي تواصل لاحق، ما أثار الذعر في أوساط عائلته ودفعهم لإطلاق نداءات عاجلة للكشف عن مكان احتجازه.

نقل غامض وصمت رسمي

أفادت قناة "إيران إنترناشيونال" بأن الباحث المسجون نُقل أولًا إلى القسم الثاني من سجن طهران الكبير بعد قصف سجن إيفين، ثم اختفى من السجلات بعد ساعات، دون أن تصدر السلطات القضائية أو الأمنية أي بيان بشأن مصيره.

ورجّحت مصادر في منظمات حقوق الإنسان أن هذا الإخفاء قد يكون مقدمة لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، خاصة في ظل استخدام النظام الإيراني لأحكام الإعدام كوسيلة ترهيب داخلية ورسائل سياسية في فترات التصعيد مع دول غربية أو إسرائيل.

وأكدت الزوجة مهران نيا أن مسؤولين سويديين تواصلوا معها منذ اختفاء زوجها، بينهم وزير الخارجية الذي أبلغها أن أي ضرر قد يلحق بجلالي "سيؤدي إلى تدهور شديد في العلاقات بين طهران وستوكهولم"، لكنها أعربت عن خيبة أملها من غياب معلومات دقيقة عن مكان احتجازه أو ظروفه الصحية.

وشدّدت على أن وضع زوجها ليس حالة فردية، بل هو مثال صارخ على معاناة مئات العائلات التي لا تعرف مصير أحبائها المعتقلين، مثل عائلة المواطنة الفرنسية سيسيل كولر التي لا يزال مصيرها مجهولًا بعد قصف سجن إيفين.

قلق أممي ورسائل تحذير

أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران ماي ساتو، عن بالغ قلقها إزاء نقل جلالي إلى مكان غير معروف بعد التوتر الأمني الأخير، معتبرة أن ما جرى يعكس "نمطًا خطِرًا" في تنفيذ الإعدامات لأسباب سياسية أو بزعم التجسس، مطالبة بالكشف عن مصيره فورًا.

وأوضحت ساتو أنها ناقشت قضيته مع لجنة تقصي الحقائق الأممية، في ضوء معلومات متواترة عن تزايد تنفيذ الإعدامات في قضايا تمسّ الأمن القومي في إيران، ما يستدعي رقابة دولية صارمة.

وتعرّض أحمد رضا جلالي للاعتقال في أبريل 2016 خلال زيارة علمية لإيران بدعوة من جامعات طهران وشيراز، حيث أُلقي القبض عليه من دون مذكرة قضائية، بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. 

وفي عام 2017، أصدر القاضي سيّئ الصيت أبو القاسم صلواتي حكمًا بإعدامه، رغم غياب أدلة قانونية معتبرة وفق خبراء قانونيين وحقوقيين دوليين.

رفض التعاون مع الحرس الثوري

نفى جلالي باستمرار التهم المنسوبة إليه، مؤكدًا أن رفضه التعاون مع الحرس الثوري الإيراني لتوفير معلومات عن جهات بحثية أوروبية هو السبب الرئيسي لاعتقاله، وليس أي نشاط تجسسي كما تدّعي السلطات الإيرانية.

وجّهت الزوجة نداءات متكررة للحكومة السويدية مطالبة بالتدخل العاجل لمنع تنفيذ حكم الإعدام وإنقاذ حياة زوجها، لا سيما بعد احتجازه لمدة 9 سنوات في ظروف وصفتها مؤسسات حقوقية بأنها "تنتهك الكرامة الإنسانية".

وأصدرت وزيرة خارجية السويد بيانًا رسميًا في أبريل الماضي طالبت فيه بالإفراج الفوري عنه "لأسباب إنسانية"، وسط مطالبات دولية بضرورة السماح له بتلقي العلاج ووقف استخدامه كورقة ضغط سياسية في العلاقات الدولية.

مخاوف دولية متزايدة

اتهمت منظمات حقوقية إيران باتباع سياسة الاحتجاز والإعدام الانتقامي ضد مزدوجي الجنسية أو الباحثين الزائرين، لاستخدامهم ورقة مساومة في التفاوض أو ردًا على أزمات سياسية.

وعدّت منظمة "فري جلالي" الحقوقية، أن ما يجري هو عملية "إعدام بطيء وممنهج" لمعتقل رأي لم يرتكب أي جرم سوى دعوته للعلم والتعاون الأكاديمي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية