طهران تتهم فرنسيَين بالتجسس لمصلحة الموساد و"الإفساد في الأرض"
طهران تتهم فرنسيَين بالتجسس لمصلحة الموساد و"الإفساد في الأرض"
وجّهت السلطات الإيرانية تهماً ثقيلة إلى الفرنسيَين سيسيل كولر وجاك باري المحتجزين في إيران منذ عام 2022، بينها "التجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي" و"التآمر لقلب النظام"، و"الإفساد في الأرض"، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي غربي وشقيقة المتهمة، الأربعاء، لوكالة فرانس برس.
ووفقًا للمصدر الدبلوماسي، فإن هذه التهم "لا تستند إلى أي أساس"، في حين أكدت عائلة كولر أن المتهمَين مثُلا أخيرًا أمام قاضٍ إيراني أبلغهما بالتهم رسمياً، دون السماح لهما حتى الآن بالوصول إلى محامين مستقلين.
تهديد بالإعدام في حال الإدانة
تشكل التهم الثلاث الموجهة، وفق القوانين الإيرانية، تهديدًا حقيقيًا بالإعدام في حال ثبوتها قضائيًا، وفي حين لم تؤكد طهران رسميًا تفاصيل هذه التهم أو هوية الجهة التي يُزعم التجسس لحسابها، فإن أول إشارة إلى علاقة محتملة بإسرائيل عبر "الموساد" ترفع مستوى التصعيد الحساس في هذه القضية.
وزارة الخارجية الفرنسية عبّرت عبر متحدثها الرسمي عن رفضها الكامل للتهم، معتبرة أن "سيسيل كولر وجاك باري بريئان"، مجددة المطالبة بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عنهما".
وأشار المتحدث إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان-نويل بارو طرحا هذه القضية مرارًا مع نظرائهما الإيرانيين، بما في ذلك "خلال الأيام الأخيرة".
مصير مجهول
أثارت ضربة جوية إسرائيلية استهدفت السجن الإيراني المحتجز فيه كولر وباري قلقًا واسعًا، إذ انقطعت أخبارهما تمامًا بعد الغارة، ما دفع عائلتيهما إلى المطالبة بإثبات فوري بأنهما ما زالا على قيد الحياة.
وكانت الخارجية الفرنسية قد أعلنت أنها تلقّت "تأكيدًا" من السلطات الإيرانية بأن المحتجزَين لم يُصيبا خلال الضربة، غير أن شقيقة كولر، نويمي كولر، شددت على أن هذه المعلومات صادرة من إيران وليست ضمانة موثوقة، موضحة أن آخر مكالمة تلقتها من أختها تعود إلى 28 مايو الماضي.
اعتقال بعد رحلة سياحية
تعود قضية الاعتقال إلى 7 مايو 2022، حين أوقفت السلطات الإيرانية سيسيل كولر (40 عامًا)، وهي أستاذة أدب فرنسي، وشريكها جاك باري (72 عامًا)، في اليوم الأخير من رحلة سياحية إلى إيران.
وحتى الآن، لم يُعلن عن موعد جلسة محاكمة أو صدور حكم، كما لم تُمنح العائلة أو محاموهما حق الاطلاع على لائحة أدلة واضحة.
تُعد هذه القضية واحدة من سلسلة اعتقالات قامت بها طهران لمواطنين أجانب أو حاملي جنسية مزدوجة في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما تتهمهم بالتجسس أو التآمر ضد الأمن القومي، وتُتهم إيران باستخدام هؤلاء أوراقَ ضغط دبلوماسي، في ظل توتر علاقاتها مع الغرب خاصة على خلفية الملف النووي والعلاقات مع إسرائيل.
وتشهد العلاقات بين باريس وطهران تصاعدًا في التوتر، وسط اتهامات متبادلة بشأن انتهاكات حقوقية وممارسات تعسفية بحق المحتجزين الأجانب.