غارات إسرائيلية على جنوب لبنان توقع 10 جرحى بينهم أطفال
غارات إسرائيلية على جنوب لبنان توقع 10 جرحى بينهم أطفال
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الاثنين، عن سقوط 10 جرحى، بينهم طفلة، جراء غارتين شنّتهما طائرات الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، على منطقتين في جنوب لبنان، في تصعيد جديد يهدد الهدنة الهشّة المعلنة منذ أواخر العام الماضي.
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان رسمي، أن الغارة التي استهدفت بلدة برج رحال في قضاء صور، أدّت إلى إصابة تسعة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، فيما تواصل الفرق الطبية تقييم الحالات ومتابعة المصابين.
وأشار المركز الصحي إلى أن غارة أخرى استهدفت بلدة الزرارية في قضاء صيدا، وأسفرت عن إصابة طفلة بجروح بالغة، أُدخلت على الفور إلى قسم العناية المركزة بسبب حالتها الحرجة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول هويتها أو عمرها.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مصادر ميدانية أن الطفلة كانت داخل منزلها لحظة وقوع القصف، ما يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي يهدد المدنيين، لا سيما الأطفال، جراء الغارات التي تطول مناطق سكنية دون تمييز.
توغّلت برياً ليلاً
توغّلت قوة من الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت به الوكالة الوطنية، بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين من منطقة خلة وردة الحدودية، وتقدّمت باتجاه محيط بلدية عيتا الشعب، حيث تمركزت في المنطقة وسط استنفار أمني ملحوظ، ما يُعد خرقًا مباشرًا للسيادة اللبنانية وللاتفاقات الدولية السارية.
ويثير هذا التحرك الميداني الإسرائيلي مخاوف من تصعيد عسكري أوسع، في ظل استمرار الغارات الجوية على جنوب لبنان، والتمركز العسكري غير الشرعي في عدد من النقاط الحدودية.
وواصلت إسرائيل تنفيذ غارات جوية متفرقة منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 27 نوفمبر الماضي، مستهدفة مواقع في الجنوب اللبناني والبقاع، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
ولم تتوقف الانتهاكات عند الضربات الجوية، إذ لا تزال قوات الجيش الإسرائيلي متمركزة في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية الجنوبية، في تحدٍّ صريح لمقررات الأمم المتحدة، وبخاصة القرار 1701 الذي يُفترض أن يضبط خطوط وقف النار منذ عام 2006.
مخاوف من انهيار التهدئة
حذّرت مصادر حقوقية وعسكرية من أن استمرار الخروقات الجوية والبريّة يُنذر بانهيار التهدئة، ويضع لبنان مجددًا أمام سيناريوهات تصعيد خطِرة، خاصة في ظل الانقسام الإقليمي المتزايد وغياب أي ضمانات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي اللبنانية.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار النزوح الداخلي من بعض القرى الحدودية نتيجة الغارات والقصف المدفعي المتقطع، بينما تتابع منظمات إنسانية عمليات الإغاثة الطارئة وتقديم الدعم الطبي والنفسي للمتضررين، وسط دعوات متصاعدة للحكومة اللبنانية باتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وتعزيز التنسيق مع قوات "اليونيفيل" في الجنوب.