العنف في البيئة التعليمية.. مراهق يطعن طفلين ومعلمة داخل مدرسة بالبرازيل
العنف في البيئة التعليمية.. مراهق يطعن طفلين ومعلمة داخل مدرسة بالبرازيل
في حلقة جديدة من مسلسل العنف المتزايد داخل المؤسسات التعليمية في البرازيل، هاجم فتى يبلغ من العمر 16 عامًا مدرسة في مدينة إيستاساو جنوب البلاد، الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، وإصابة طفلة أخرى ومعلمة بجروح.
وأوضحت شرطة ولاية ريو غراندي دو سول، في بيان رسمي، أن الضحية القتيل هو طفل في التاسعة، بينما الطفلة المصابة تبلغ من العمر ثماني سنوات، في حين تعرضت المعلمة (34 عامًا) لإصابات أثناء محاولتها التصدي للجاني. ووصفت حالتي الطفلة والمعلمة بالمستقرة، وفق وكالة “فرانس برس”.
وتمكنت قوات الأمن من توقيف الفتى المعتدي، وبدأت تحقيقًا لمعرفة الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك العنيف، وعلى الرغم من أن نوع السلاح المستخدم لم يُكشف رسميًا، أكد رئيس بلدية إيستاساو، جيفرسون زيمرمان، أن الهجوم تم باستخدام سكين، مشيرًا إلى أن المهاجم كان معروفًا للمُعلمين وكان يخضع لعلاج نفسي.
أزمة الصحة النفسية
تكشف هذه الحادثة المأساوية عن التحدي الكبير الذي تواجهه المدارس في البرازيل بشأن التعامل مع طلاب يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية دون توفر أنظمة حماية واستجابة فعالة، ويعيد الحادث إلى الواجهة الجدل حول تقاطع العنف والصحة النفسية داخل الأوساط التربوية، لا سيما في بيئات تعليمية لا تتوافر فيها آليات مراقبة ودعم نفسي منهجي.
وعبّر وزير التعليم البرازيلي كاميلو سانتانا عن "التضامن العميق" مع الضحايا، وأعلن عن إنشاء خلية متخصصة لمواجهة "العنف الشديد" في المدينة، مهمتها تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع المدرسي.
ووصف حاكم ولاية ريو غراندي دو سول، إدواردو ليتي، الحادث بأنه "مأساة"، فيما أكد رئيس بلدية المدينة أن الأمن المدرسي تم تعزيزه مسبقًا بعد سلسلة من الحوادث المشابهة.
عنف مدرسي المتكرر
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ففي أبريل 2023، قُتل أربعة أطفال بهجوم بفأس داخل حضانة بولاية سانتا كاتارينا، وبعدها بشهرين، قتل مراهق اثنين من زملائه داخل مدرسة سابقة له في ولاية بارانا، بينما يُسجّل عام 2011 أسوأ حادث مدرسي في تاريخ البرازيل حين أقدم شاب على إطلاق النار داخل مدرسته السابقة في ريو دي جانيرو، وقتل 12 طفلًا قبل أن ينتحر.
وشهدت البرازيل تصاعدًا لافتًا في وتيرة العنف داخل المدارس خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بعوامل متعددة، أبرزها غياب التشريعات الوقائية، وانتشار السلاح الأبيض، وتفاقم أزمات الصحة النفسية لدى المراهقين، إلى جانب ضعف التنسيق بين وزارات التعليم والصحة والداخلية.
وتدعو المنظمات الحقوقية والحكومية إلى بناء بيئة مدرسية آمنة وشاملة، ترتكز على التعليم النفسي، والرقابة الوقائية، والدعم المجتمعي للطلاب المعرّضين للخطر.