"سموم بين الألعاب".. الأطفال يتعرضون لأكثر من 100 مادة كيميائية بالولايات المتحدة

"سموم بين الألعاب".. الأطفال يتعرضون لأكثر من 100 مادة كيميائية بالولايات المتحدة
أطفال في الولايات المتحدة - أرشيف

كشفت دراسة أمريكية حديثة عن تعرض الأطفال بمراحلهم المبكرة لكميات مُركّبة ومتنوعة من المواد الكيميائية السامة، مع تأثيرات سلبية محتملة تمتد من اضطرابات النمو والهرمونات إلى خطر الولادة المبكرة وأمراض القلب في مرحلة البلوغ، ودعت لتحرك تشريعي ومجتمعي عاجل لحماية الأجيال القادمة.

وأظهرت الدراسة التي نُشرت في Environmental Science & Technology، الثلاثاء، تحليلًا لعينات بول 201 طفل تراوح أعمارهم بين 2 و4 سنوات، بجانب عينات لأمهاتهم، خلال الفترة من 2010 إلى 2021، والتي راقبت حتى 111 مادة كيميائية.

وذكرت صحيفة "بيبول"، الأمريكية، أنه تم رصد 96 مادة لدى خمسة أطفال على الأقل، كما وجدت 48 مادة في أكثر من نصف العينة.

وظهرت 34 مادة في أكثر من 90% من الأطفال، منها 9 مواد لم يتم تضمينها في المسوحات الوطنية مثل NHANES.

وكشفت الدراسة عن أن هذه المواد موزعة عبر فئات ضارة تشمل: الملدنات (phthalates)، البارابين (parabens)، البيسفينولات (Bisphenols)، مبيدات الحشرات، مواد مقاومة للهب، مركبات صناعية أخرى.

انبعاث المواد الكيميائية

يعتمد الأطفال على أنشطة يومية مثل الأكل والشرب والتنفس، بالإضافة إلى ملامستهم الأسطح والألعاب المغلفة بالبلاستيك، حيث تنبعث المواد الكيميائية بفضل الزحف واللعب وضرب اليد للفم.

كما انتقلت بعض هذه المواد من الأم إلى الجنين لتظهر مستويات عليا في أجسام الأطفال مقارنةً بوالديهم أثناء الحمل، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وكشفت الدراسة عن أن الأطفال الأكبر سنًا (سنتين) سجلوا مستويات كبرى مقارنة بمن هم بعمر 3–4 سنوات، كما كانت الأضرار أعلى لدى الأطفال المنحدرين من خلفيات إثنية وغير بيضاء، خصوصًا فيما يخص phthalates، parabens والمواد الناتجة عن تلوث الهواء. 

تأثيرات صحية محتملة

كشفت الدراسة عن تأثيرات صحية عدة محتملة على الأطفال نتيجة التعرض لهذه المواد الكيميائية، والتي جاءت كالآتي:

اضطرابات هرمونية وتطوّرية: 

هذه الأنواع من المواد مرتبطة بمشكلات نمو وتأخر عقلي، وعدم توازن هرموني.

أمراض تنفسية ومناعية:

بعض الدراسات تربط phthalates ومركبات مقاومة اللهب بمشكلات في المناعة والجهاز التنفسي.

أخطار مرتبطة بالولادة المبكرة: 

النظام القائم على ECHO وNIH وجد أن phthalates قد تسهم بـ5–10% من حالات الولادة المبكرة في 2018، أي نحو 57,000 حالة.

أمراض مزمنة لدى البالغين: DEHP 

نوع شائع من phthalates قد يكون مسؤولًا عن 356,000 حالة وفاة بأمراض قلبية في عام واحد عالميًا، منها بعض الحالات داخل الولايات المتحدة. 

ما الذي يجب فعله؟

دعت الدراسة إلى توسيع رقابة رسمية عبر تحديث قوائم المواد الخاضعة للرصد الوطني وإدراج الـ34 مادة الجديدة ضمن NHANES.

ودعت إلى تشديد القوانين والضوابط التنظيمية للملدنات ومكونات العناية الشخصية، خاصة الفثالات، وتعزيز الرقابة على التعبئة البلاستيكية.

وينصح الأهالي باستخدام منتجات بلاستيكية خالية من phthalates (مثل أنابيب بلاستيك، أرقام #3/#6/#7)، اختيار منتجات العناية دون بزافين أو parabens، غسل اليدين بانتظام وتهوية المنازل جيدًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية