"القبة الحرارية" تهدد البيئة والاقتصاد عالمياً.. وخبير بيئي ينتقد تجاهل الالتزامات المناخية
"القبة الحرارية" تهدد البيئة والاقتصاد عالمياً.. وخبير بيئي ينتقد تجاهل الالتزامات المناخية
حذّر الدكتور تحسين شعلة، أستاذ النانو تكنولوجي والخبير البيئي في مصر، من أن الانبعاثات الكربونية وإزالة الغابات تمثلان عاملين رئيسيين في تفاقم التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عالميًا، مؤكدًا أن ظاهرة القبة الحرارية باتت تشكل خطرًا جسيمًا يهدد البيئة والاقتصاد في آن واحد.
وأوضح شعلة، خلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز" الخميس، أن تقاعس القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، عن الالتزام بتوصيات المؤتمرات الدولية للمناخ بدءًا من اتفاق باريس 2018 ووصولًا إلى مؤتمر شرم الشيخ (COP27)، أسهم في تعميق الأزمة، ولفت إلى أن انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهود العمل المناخي أدّى إلى خسائر باهظة قُدرت بنحو 6.7 تريليون دولار في الولايات المتحدة فقط، فضلًا عن وقوع أكثر من 1550 إعصارًا أسفر عن ضحايا من الأطفال وفقدان مئات الأشخاص في ولايات مثل تكساس وماساتشوستس.
كوارث بيئية وإنسانية واقتصادية متوقعة
وأضاف شعلة أن مؤتمر شرم الشيخ الأخير كان من أنجح القمم المناخية، حيث تم تخصيص نحو 300 مليار دولار لدعم خطط مواجهة التغير المناخي، مشددًا على ضرورة التزام الولايات المتحدة بتعهداتها السابقة وعدم التراجع عنها.
وأشار أيضًا إلى أن النموذج الأوروبي، رغم بدايته المتأخرة، يسير بخطى ثابتة نحو تبني الطاقة المتجددة والابتعاد عن الوقود الأحفوري، في حين يظل الموقف الأمريكي متحفظًا، وهو ما قد يقود إلى كوارث بيئية وإنسانية واقتصادية يصعب تداركها مستقبلًا.
القبة الحرارية
تشير التقارير الدولية إلى أن القبة الحرارية تحدث نتيجة موجات حر طويلة الأمد يحتجز فيها الضغط الجوي المرتفع الهواء الساخن في منطقة معينة، ما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ويضاعف أخطار الجفاف والحرائق. وتُعد إزالة الغابات وزيادة الانبعاثات الكربونية من أبرز الأسباب التي تسهم في تفاقم هذه الظاهرة.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق فشل معظم الدول الصناعية الكبرى في الوفاء بتعهداتها بخفض الانبعاثات، رغم الاتفاقيات الدولية مثل اتفاق باريس 2015 الذي نصّ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، فيما أسفرت الكوارث المناخية خلال السنوات الأخيرة عن خسائر بشرية ومادية ضخمة، كان من أبرزها موجات حرائق غابات وأعاصير وعواصف في مناطق مختلفة حول العالم.