مفوضية حقوق الإنسان: الناس في غزة بين خيارين "إما الطعام أو الرصاص"

بعد استشهاد 800 شخص خلال انتظار المساعدات

مفوضية حقوق الإنسان: الناس في غزة بين خيارين "إما الطعام أو الرصاص"
فلسطينيون يحصلون على مساعدات إنسانية

أدانت الأمم المتحدة بشدة مقتل عدد من الأطفال الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين خلال انتظارهم في طوابير للحصول على مكملات غذائية وسط قطاع غزة، يوم الخميس الماضي.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، في مؤتمر صحفي بجنيف عقد الجمعة، إن المفوضية أثارت مرارًا مخاوفها بشأن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت وخطر ارتكاب المزيد منها.

وأضافت: يجد الناس أنفسهم مجددًا أمام خيارين: إما إطلاق النار أو الحصول على الطعام… وهذا أمر غير مقبول، وهو مستمر وفق موقع اخبار الأمم المتحدة.

استهداف المدنيين أمام عيادة إغاثية

أشارت شمداساني إلى أن مكتب حقوق الإنسان لا يزال ينظر في ملابسات الحادث الذي أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 15 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال، بحسب تقارير إعلامية، أمام عيادة في دير البلح تديرها منظمة "مشروع الأمل" الإغاثية الأمريكية، الشريكة لليونيسف.

من جهتها، اعتبرت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، في بيان، أن قتل العائلات التي تحاول الحصول على مساعدات منقذة للحياة أمر لا يُطاق.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف عضواً في حركة حماس متورطاً في هجمات 7 أكتوبر 2023. لكن شمداساني تساءلت عن وجاهة تعريض مدنيين، بينهم أطفال، للخطر عند محاولة استهداف شخص واحد، مشددة على قلق المفوضية المتواصل حيال احترام مبادئ القانون الإنساني الدولي مثل التمييز والتناسب.

800 قتيل أثناء انتظار المساعدات

صرّحت شمداساني بأن المفوضية سجّلت منذ 27 مايو وحتى 7 يوليو 798 حالة قتل مرتبطة بتوزيع المساعدات، منها 615 حالة بمحيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية و183 على طرق قوافل الإغاثة، وقالت: معظم هذه الإصابات كانت نتيجة طلقات نارية، معتبرة أن استهداف المدنيين عند طوابير المساعدات صار ظاهرة متكررة.

وأعرب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، عن عجزه عن إيجاد كلمات لوصف المشهد، قائلاً: مقتل العشرات أثناء حصولهم على الطعام أو في طريقهم إلى عيادات أو داخلها.. أمر يفوق ما هو غير المقبول بكثير.

وعلّق ليندماير على وصول 75 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة الأربعاء، بأنها خطوة محدودة لا يجب اعتبارها حلاً: يجب أن يكون هناك إيصال منتظم للوقود للحفاظ على عمل سيارات الإسعاف والمستشفيات ومحطات المياه والمخابز… وكل ما يُبقي غزة حيّة.

كارثة المستشفيات واستمرار النزوح

لفت ليندماير إلى أن 94% من مستشفيات غزة تضررت أو دُمرت، في حين يستمر النزوح القسري ويُحشر المدنيون في مساحات ضيقة. واختتم بالقول: "السلام هو أفضل دواء… وفتح المعابر هو الحل الوحيد القابل للتطبيق".

منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب تقارير أممية. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات شديدة في إدخال الغذاء والدواء والوقود نتيجة القيود المشددة، ما جعل طوابير المساعدات مسرحًا جديدًا للموت والجوع في آنٍ واحد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية