كليلة بونعيلات: أمثل جميع الفئات.. والصدق تحت قبة البرلمان فرض «حوار»
كليلة بونعيلات: أمثل جميع الفئات.. والصدق تحت قبة البرلمان فرض «حوار»
يزخر المغرب قديمًا وحديثًا، بنساء دافعن عن أرضه وأثبتن وجودهن في مهن وأعمال كانت مخصصة للرجال فقط، هن نساء يفخر بهن التاريخ المغربي، منهن من رفعن المغرب عاليا، ومنهن أيضا من غيرن تاريخ هذا البلد وما زلن يحاولن بشتى الطرق.
من هؤلاء البرلمانية كليلة بونعيلات، هي أيضًا من بين الوجوه النسائية السينمائية والتلفزيونية المغربية المعروفة والشابة، والتي تظهر بحضور قوي على الشاشة الصغيرة والكبيرة، تميزت في العديد من أدوارها بأداء قوي لقي استحسان الجمهور في العديد من الأعمال الناجحة.
في 2021 انتقلت رسميا كليلة للعمل تحت قبة البرلمان، بعدما فازت هي وشقيتها بمقعدين فيه تحت راية حزب التجمع الوطني للأحرار.
كانت الانطلاقة الأولى لها سنة 2004 على يد الصدفة، ففي الزمن الذي كانت المناداة عن شقيقتها التوأم "دمنة" للعمل في أول طرح فني، متمثل في عمل سينمائي تلفزيوني تحت عنوان "شلح و بغى فاسية"، شاءت أوضاع سفر شقيقتها خارج أرض الوطن أن تجعل كليلة تنوب عن شقيقتها في ذلك العمل السينمائي الذي لقي نجاحا.
في عام 2007 صورت فيلما جديدا "فنيدة"، مثلما وقفت على قدميها بدور البطولة في أول عمل سينمائي ناطق بالحسانية "أربعة غرف".. وانطلقت في أعقاب هذا في العدد الكبير من الإجراءات الفنية كالمسلسل الرمضاني “إلى الأبد”، وفي السينما لعبت دور البطولة في عمل سينمائي "دموع من فضة" للمخرج مراد بوسيف، ثم عمل سينمائي "الطريق إلى كابول" الذي لقي نجاحا كبيرا.
«جسور بوست» حاورت السياسية والممثلة المغربية الشابة كليلة وابنة مدينة أكادير، للحديث عن مهامها تحت القبة، وبعض القضايا النسائية التي عرفت بمناصرتها إياها، ورأيها في بعض الإشكالات والقضايا التعليمية والثقافية في المغرب، فإلى نص الحوار.
ما الهدف من دخولك البرلمان؟ وكيف تجدين تجربتك به؟
الهدف من دخول البرلمان هو إيصال صوت المغاربة إلى الحكومة، أولئك الذين لا يصل صوتهم بشكل كافٍ، هذا ما يحركني والدافع لدخولي البرلمان، وأيضًا ما أحاول القيام به من خلال أسئلة كتابية موجهة إلى عدد من القطاعات الوزارية.
ما الذي قدمتِه من خلال السياسة ولم يكن متاحًا عمله من خلال الفن؟
العمل السياسي والفني مجالان مختلفان، في البرلمان يمكن اقتراح القوانين، ومراقبة العمل الحكومي وتقييمه ما يؤثر على حياة الناس، وكممثلة أقوم بأدوار مستلهمة من المجتمع وأُشخص قضايا تمس المجتمع، لكني هنا لست بقادرة على سن القوانين لحل تلك المشكلات على سبيل المثال، المهم ألّا يكون البرلماني ممثلًا إلا في أعماله الفنية وأن يكون صادقًا تحت قبة البرلمان.
هل المرأة من أولوياتك، وكيف ترين زواج القاصرات وما يسمى بـ"السينجل ماذرز"؟
إن فريق حزب التجمع الوطني اعتبر أن نسخ المادة 20 من مدونة الأسرة يأتي كي لا يتحول الاستثناء إلى أصل، واعتبارا للأهمية الخاصة التي توليها بلادنا لهذا النوع من الزواج منذ صدور مدونة الأسرة.
إن “قضايا المرأة وكل ما يتعلق بها أولوياتي خاصة زواج القاصرات، وأنا ضد تزويجهن وأقول إنه لا زواج، لأن القاصر هنا مسلوبة الإرادة ومكانها الدراسة واحتضان الأهل لها وشملها بكل سبل الرعاية، هي لم تتخطَ سن الطفولة بعد حتى نلقي عليها بأعباء ومسؤوليات الزواج، ومبادرتنا هذه هي نوع من المقاومة للقضاء على المشكلة، فلا يجب بأي حال السكوت حتى لو كان هناك تراجع في النسب، فلن نرضى إلا بالقضاء على تلك الظاهرة عن بكرة أبيها”.
وبالنسبة للأمهات العازبات، فعلى هؤلاء النسوة الاندماج الاجتماعي وخاصة الاهتمام بعملهن، حتى يستطعن تربية أبنائهن جيدًا بعيدًا عن الأحكام.
عند فوزك صرحتِ بأن" أهل القرى طيبون ونهتم بنقل معاناتهم"، هل هناك أنشطة معينة أقمتِها لأهالي القرى؟
لن أتحدث عن شخصي، ولكن سأتحدث عمّا يقوم به أفراد الحزب باعتبارهم فريق عمل متكاملاً، نحن نعمل بعزيمة لتنفيذ ما وضعناه من خطط والتزامات للنهوض بدولتنا العريقة، ونعمل بصدق وهو أقرب الطرق للوصول إلى المواطنين وخدمتهم، ومؤكد أن همنا الأكبر مشكلات القرى وأهلها.
لدينا أنشطة وهي كثيفة جدًا، نلتحم من خلالها مع هموم الشارع، وبشكل أسبوعي كل مرشح تجمعي يتواجد في مكان ترشحه، ويتابع مشكلاتهم ويعرضها على الوزراء والمؤسسات المختصة لحلها.
ما رأيك في سير تطوير الحكومة المغربية لمنظومة التعليم ككل؟
معالم كبرى لإصلاح التعليم جاءت في ورقة نموذج تنموي الذي يتقاطع من الأفكار التي جاء بها برنامج حزب التجمع الوطني واليوم من يدير ملف التربية الوطنية هو رئيس لجنة النموذج التنموي السابق السيد شكيب موسى، وهو رجل جدي وكفاءة وطنية كبيرة أظهر حنكة في إدارة عدد من الملفات، وعليه فالعملية التعليمية في المغرب تحظى باهتمام وبين يدي أمينة عن علم وتطور.
هل يحظى الفنان المغربي بحقوقه الأدبية وكيف تخدمين بني مهنتك من خلال البرلمان؟
أخدم فئة الفنانين كما أخدم باقي الفئات وبوصفهم مواطنين مغاربة لا بوصفهم فنانين، فأنا لست على رأس نقابة للفن، وإنما نائبة برلمانية صوت لها جميع الفئات، الفنانون وغيرهم دون تمييز على أي أساس مهني أو جغرافي.
وإن كان بالطبع هناك نقاش داخل البرلمان عن الثقافة والفن والأدب يتجلى من خلال الملكية الفكرية وحقوق التأليف، ومن المؤكد أن أقوم بتوصيل صوت الفنان إلى قبة البرلمان كما أوصل آراء جميع فئات الشعب المغربي.
تربطك علاقة حميمة بأختك التوأم، أهناك أعمال سياسية تتشاركانها سويًا أم أن الأمور تبقى حيز العلاقات الخاصة والإنسانية؟
نتشارك اهتماماتنا السياسية، لكننا لا نتقاسم نشاطًا سياسيًا رسميًا، فدمنة منسجمة تمامًا مع عملها كمخرجة ومنتجة، وهذا يأخذ منها وقتها كله، ولكن تبقى نصفي الثاني، التي استشيرها في كل ما أقوم به.
كيف ترين المرأة العربية، وهل ما زالت بحاجة لخوض صراع مع مجتمعاتها ولمَ؟
المرأة العربية تتقارب وتتشابه مع معظم الدول، خاصة في ما يتعلق بالحقوق السياسية والمدنية.
لماذا لا تتربع الدراما المغربية على عرش الجمهوري العربي، وهل اللكنة المغربية عائق أم أن هناك عوامل أخرى؟
اللكنة ليست عائقاً وفي مرحلة ما دخلت اللكنة السورية رغم صعوبتها إلى البيوت في المغرب عبر الدراما، نعم الدراما متكاملة وشروط هذه الصناعة لم تتوفر بعد في بلدنا، أظن أن المشكلة في توزيع وتسويق أعمالنا خارج الوطن.