تقرير حقوقي: إسرائيل دمرت 148 موقعاً أثرياً وتاريخياً في قطاع غزة

تقرير حقوقي: إسرائيل دمرت 148 موقعاً أثرياً وتاريخياً في قطاع غزة
آثار الحرب في غزة - أرشيف

أعلن المركز العربي الأوروبي للحقوق الإنسانية ودعم السلام والتسامح، تدمير 148 موقعًا أثريًا وتاريخيًا في قطاع غزة، بعضها يعود إلى مئات السنين، ويدرج ضمن قوائم الحماية الدولية للتراث الثقافي.

جاء ذلك وفق تقرير دولي موسع أصدره المركز العربي (مقره النرويج)، والذي جاء بعنوان: "الإبادة بحق المساجد والكنائس والأماكن الأثرية في غزة"، حيث سلّط فيه الضوء على حجم الانتهاكات الجسيمة التي طالت المعالم الدينية والتراثية في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية الأخيرة.

واعتمد التقرير، الذي أعده فريق من الخبراء الحقوقيين والقانونيين، على توثيق ميداني وبيانات دقيقة، أظهرت حجم الدمار الواسع الذي طال عشرات المواقع ذات الطابع الديني والتاريخي، من أبرزها هدم أكثر من 60 مسجدًا و21 كنيسة ومقامات دينية، من بينها مواقع تعد من أقدم المعالم الإسلامية والمسيحية في المنطقة.

وأوضح التقرير أنه تم تدمير 148 موقعًا أثريًا وتاريخيًا، بعضها يعود إلى مئات السنين، ويُدرج ضمن قوائم الحماية الدولية للتراث الثقافي، كما تم استهداف مباشر أو غير مباشر لأكثر من 200 موقع ديني وأثري، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

انتهاك اتفاقيات حماية التراث

وأكد المركز أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا صريحًا للاتفاقيات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي أثناء النزاعات المسلحة، وعلى رأسها اتفاقية لاهاي لعام 1954، واتفاقية اليونسكو لعام 1970، واتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972.

ودعا التقرير المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الثقافية والحقوقية إلى اتخاذ إجراءات فورية، تتمثل في إدانة واضحة لما وصفه التقرير بـ"الإبادة الثقافية" التي تطول الذاكرة الحضارية والدينية لشعب غزة.

وطالب أيضاً بفتح تحقيقات دولية عاجلة حول جرائم الحرب المرتكبة بحق الأماكن الدينية والتاريخية، وإدراج المواقع المتضررة ضمن قائمة مواقع الخطر العالمية لدى منظمة "اليونسكو"، ومحاسبة الجهات المسؤولة وملاحقتها قانونيًا أمام الهيئات والمحاكم الدولية المختصة.

واختتم المركز تقريره بتوجيه نداء إلى وسائل الإعلام والمراكز البحثية لتكثيف تغطيتها لما وصفه بـ"الإبادة الصامتة" التي تستهدف هوية وثقافة الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن استمرار هذا النمط من الاستهداف يُشكل تهديدًا مباشرًا لتراث المنطقة بأكملها.

الهوية الحضارية للقطاع

ويشكل التراث الديني والثقافي في قطاع غزة جزءًا مهمًا من الهوية الحضارية للمنطقة، حيث تضم أراضي القطاع مئات المواقع الأثرية والمعالم الدينية التي تعود إلى عصور مختلفة، بدءًا من الفترات الكنعانية والرومانية والبيزنطية، وصولًا إلى العصور الإسلامية. 

وتشمل هذه المواقع مساجد تاريخية، وكنائس قديمة، وأديرة، ومقامات صوفية، إضافة إلى مواقع أثرية موثقة ضمن قوائم الحماية الدولية.

ومع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، خاصة خلال العامين الماضيين، شهدت تلك المعالم استهدافًا متكررًا ومباشرًا، سواء بالقصف أو عبر الأضرار الجانبية، ما أدى إلى دمار واسع النطاق طال الذاكرة المعمارية والدينية لسكان القطاع.

وكانت قد وثّقت منظمات محلية ودولية متعددة، بينها اليونسكو ومجلس الكنائس العالمي، عدة نداءات سابقة لحماية هذه المواقع، إلا أن التصعيدات العسكرية الأخيرة خلّفت أضرارًا غير مسبوقة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية