بسبب حرب غزة.. إسبانيا تطالب بتعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل

بسبب حرب غزة.. إسبانيا تطالب بتعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى تعليق فوري لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، في إطار الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرا.

وخلال جلسة مساءلة برلمانية في مدريد، مساء الجمعة، أطلق سانشيز واحدة من أكثر التصريحات الأوروبية وضوحًا وحسمًا ضد سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة "سيُسجّل كأحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين"، وفق وكالة "فرانس برس".

ولم يكتفِ سانشيز بالإشارة إلى "معاناة إنسانية"، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، مطالبًا بـمحاسبة نتنياهو على الجرائم المرتكبة في غزة. وأكد أن استمرار التغاضي الأوروبي عن الانتهاكات الإسرائيلية يمثل تواطؤًا غير مباشر مع السياسات القمعية، قائلاً: "لا يمكن أن نبقى شركاء في ما يبدو أنه جرائم ضد الإنسانية... إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانتقادات داخل الأوساط السياسية الأوروبية، وتحديدًا في كل من إسبانيا وأيرلندا وبلجيكا، لموقف الاتحاد الأوروبي الذي يوصف بـ"المتردد والمتواطئ" تجاه الحرب في غزة.

اتفاقية الشراكة الأوروبية 

تُعد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي وُقعت عام 1995 ودخلت حيز التنفيذ عام 2000، الإطار القانوني الذي يحكم العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

وتنص المادة الثانية منها على أن العلاقة تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

وكانت إسبانيا وأيرلندا قد تقدمتا في فبراير الماضي بطلب رسمي لإعادة تقييم مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاقية، في ضوء المجازر المستمرة في غزة، واستنادًا إلى تقرير ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية كايا كالاس، الذي خلُص في يونيو 2023 إلى وجود "أدلة كافية على انتهاكات خطِرة لحقوق الإنسان".

لكن رغم هذه المطالبات، لم يتخذ الاتحاد الأوروبي أي خطوات عملية ضد إسرائيل حتى الآن، ما أثار حفيظة سانشيز، الذي حذر من أن الصمت الأوروبي "يهدد شرعية الاتحاد وقيمه التأسيسية"، على حد قوله.

استخدام الجوع سلاحاً

تطرّق سانشيز في خطابه إلى استخدام إسرائيل للمجاعة كسلاح في حربها على قطاع غزة، قائلاً: "لا يمكن أن يُسمح لأحد أن يضرب بالقيم الأوروبية عرض الحائط ويستخدم الحصار والتجويع أداةً لمعاقبة شعب أعزل.. لا سيما عندما تكون فلسطين دولة تتمتع بشرعية دولية".

واعتبر أن تواطؤ الاتحاد الأوروبي في استمرار هذه الاتفاقية دون مساءلة، يضعه في خانة من يشرّعون للجرائم بدلًا من الوقوف في وجهها.

يأتي موقف سانشيز في سياق موجة ضغط متصاعدة من بعض الدول الأوروبية الصغرى، كأيرلندا وبلجيكا، على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، في حين لا تزال بعض العواصم الكبرى، مثل باريس وبرلين، تتحفظ على أي إجراءات عقابية قد تؤثر في العلاقات مع تل أبيب.

ومع ذلك، فإن صوت مدريد بات يتقدم بخطوات سريعة في صدارة التحركات الأوروبية المناصرة لفلسطين، ما يُتوقع أن يُحرج شركاء أوروبيين آخرين يلتزمون الصمت أو يتبنون مواقف رمادية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية