غراندي يدعو أوروبا لتبني خطة "ماتي" الإيطالية لإدارة الهجرة
غراندي يدعو أوروبا لتبني خطة "ماتي" الإيطالية لإدارة الهجرة
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الاتحاد الأوروبي إلى تبني "خطة ماتي" التي اقترحتها الحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني، كاستراتيجية مشتركة لإدارة الهجرة.
جاء ذلك خلال مقابلة نشرتها صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، الجمعة، حيث انتقد غراندي اعتماد أوروبا على آليات الردع والتحكم فقط للحد من تدفقات الهجرة، مشيرًا إلى أن هذا النهج لن يؤدي إلى الاستقرار المنشود.
وقال المفوض السامي: "إيطاليا لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها"، في إشارة إلى ضرورة أن يتحمل الاتحاد الأوروبي كامل مسؤوليته تجاه الملف.
أشاد بإدارة لامبيدوزا
زار غراندي جزيرة لامبيدوزا، إحدى النقاط الساخنة في البحر المتوسط لاستقبال المهاجرين، وأبدى إعجابه بالإدارة التي يشرف عليها الصليب الأحمر الإيطالي هناك.
وأفاد أنه نقل هذه الملاحظات الإيجابية إلى وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، مشيدًا بما وصفه بـ"النموذج الجيد" في إدارة ملفات الوصول الأولى.
واعتبر أن على المراكز الأخرى في إيطاليا أن تحذو حذو لامبيدوزا في تحسين ظروف الاستقبال والمعاملة، مؤكداً ضرورة الاستثمار في دمج المهاجرين وخلق فرص لهم على طول طرق الهجرة، كوسيلة لتقليل عدد من يسعون للوصول إلى أوروبا بطرق محفوفة بالأخطار.
نظام إنقاذ أوروبي
أشار غراندي إلى أن آلية الإنقاذ البحري في البحر المتوسط ما زالت تعمل بشكل جزئي، لكنه حذر من أن عدد الوفيات لا يزال مرتفعًا، حيث توفي نحو 500 شخص منذ مطلع عام 2025 أثناء محاولتهم العبور.
واعتبر أن الحل يكمن في إطلاق نظام إنقاذ قوي ومنسق على مستوى الاتحاد الأوروبي، يتجاوز الجهود الفردية للدول، ويضمن الاستجابة السريعة للطوارئ في عرض البحر.
وأكد غراندي أنه من الممكن التمييز بفعالية بين اللاجئين السياسيين والمهاجرين لأسباب اقتصادية، لكنه شدد على ضرورة وضع أنظمة دقيقة لتقييم الحالات.
وأشار إلى أن بعض المهاجرين يستغلون نظام اللجوء، ما يزيد من الضغط على الإدارات، مقترحًا تفعيل مسارات قانونية للهجرة المنتظمة.
ورأى أن المرسوم الإيطالي الخاص بتحديد حصص سنوية للهجرة المشروعة يمثل خطوة إيجابية، إذ يتيح للمهاجرين فرصة الوصول الآمن دون الاعتماد على قوارب الموت أو تقديم طلبات لجوء غير مستحقة.
الوضع يزداد تأزماً
حذر غراندي من تفاقم الأوضاع في شمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن ليبيا تشهد حالة من الانفلات وعدم الاستقرار السياسي، حيث تتراجع قدرة المنظمات الدولية على الوصول إلى اللاجئين والمهاجرين في مراكز الاحتجاز، وسط توتر بين الفصائل والقبائل. واعتبر أن تلك البيئة تُسهم في انتهاكات جسيمة وتفاقم معاناة المهاجرين.
وعبّر غراندي عن قلقه العميق إزاء تشدد السلطات التونسية في التعامل مع المهاجرين، قائلاً إن تونس، التي كانت سابقًا شريكًا فعّالًا في إدارة الهجرة، لم تعد تسمح للمفوضية بتسجيل طالبي اللجوء أو الوصول إليهم بانتظام، مضيفًا أن هناك عمليات "صد" متكررة للمهاجرين نحو ليبيا والجزائر.
واختتم تصريحاته قائلا، إن "من الصعب دعم اعتبار تونس بلدًا ثالثًا آمنًا"، وهو ما يعارض بعض التوجهات الأوروبية الهادفة إلى تحويل تونس إلى منطقة عازلة لوقف تدفقات الهجرة نحو أوروبا.