الشرطة الإسرائيلية تعتقل فتاة عربية بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني

الشرطة الإسرائيلية تعتقل فتاة عربية بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني
عناصر من الشرطة الإسرائيلية - أرشيف

ألقت السلطات الإسرائيلية، في يونيو الماضي، القبض على الشابة العربية تهاني أبو سمحان، ابنة الـ33 عامًا، وهي معلمة تقيم في إحدى بلدات النقب. 

جرى توقيف تهاني أبو سمحان وسط ذهول أسرتها ومجتمعها، بعد اتهامها بـ"التجسس لصالح النظام الإيراني"، في واحدة من أكثر القضايا حساسية منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، بحسب ما ذكرت وكالة "إيران إنترناشيونال".

ووفقًا للائحة الاتهام التي أعلنها الادعاء العام الإسرائيلي، الأربعاء، فإن أبو سمحان كانت على تواصل، خلال عام كامل، مع عنصر من الاستخبارات الإيرانية، وتحديدًا خلال الحرب التي اندلعت بين الطرفين واستمرت 12 يومًا. 

وينص الاتهام على أنها استخدمت هاتفًا محمولًا خاصًا لتبادل المعلومات مع الجهة التي يُشتبه في أنها طلبت منها تصوير مقاتلات إسرائيلية داخل قاعدة "نواتيم" الجوية، الواقعة في جنوب البلاد.

تفاصيل تثير التساؤلات

كشفت الشرطة الإسرائيلية، بحسب تقارير وسائل إعلام محلية، أن المتهمة كانت مدركة أنها على اتصال مع عميل أجنبي. 

وقالت إنها استخدمت هاتفًا منفصلًا لهذا الغرض، وتلقت مقابل ذلك تحويلات نقدية، وهي سابقة غير مألوفة في تعامل الاستخبارات الإيرانية التي تعتمد غالبًا على العملات الرقمية.

ولم تُكشف حتى الآن تفاصيل كافية عن ظروف تواصلها مع الجهة الإيرانية، أو الكيفية التي سلّمت بها المعلومات أو استلمت بها الأموال. 

لكن بعض التقارير، من بينها تقرير لشبكة "آي نيوز 24"، تشير إلى أن هناك وسيطًا محليًا قام بدور حلقة الوصل.

انهيار الثقة وقلق أمني

مثلت أبو سمحان أمام محكمة بئر السبع، حيث وجهت إليها رسميًا تهم "التواصل مع عميل أجنبي" و"نقل معلومات إلى العدو"، وطالب الادعاء العام باستمرار حبسها حتى انتهاء المحاكمة، وسط تعتيم على مزيد من التفاصيل لأسباب أمنية.

تأتي هذه التطورات بعد أسابيع من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، والذي أثار موجة من الهلع والتساؤلات داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية. 

ووفقًا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فقد أعقبت هذه الحرب حملة اعتقالات في إسرائيل طالت مواطنين يهودًا من مواليد البلاد، يُشتبه بتعاونهم مع النظام الإيراني في جمع معلومات وتحديد أهداف حساسة.

وفي هذا السياق، لا تُعد تهاني أبو سمحان حالة فريدة، بل حلقة ضمن سلسلة قضايا متزايدة تكشف عن وجود شبكات تجسس محلية داخل إسرائيل، وهو أمر وصفه محللون بأنه "تحول مقلق في مشهد الأمن الداخلي"، ويضع علامات استفهام حول الاختراقات الاستخباراتية التي لم تعد تأتي من الخارج فقط، بل من داخل النسيج الاجتماعي نفسه.

العدالة في إيران

بالتوازي، أكدت طهران، عبر رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجه إي، أنها تتعامل بصرامة مع أي تهمة تتعلق بالتجسس. 

وأشار رئيس السلطة القضائية في إيران، إلى أوامر مباشرة من المرشد الأعلى الإيراني للإسراع في البتّ في قضايا من هذا النوع دون "تسويف".

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات الإيرانية تمثل رسالة سياسية وأمنية موجهة للخارج، خاصة في ظل استمرار الحرب الباردة الخفية بين إيران وإسرائيل، والتي تتحرك اليوم على أكثر من جبهة، من العمليات داخل إيران، إلى تجنيد أفراد داخل إسرائيل، وصولًا إلى ما يُعتقد أنه حرب سيبرانية مستترة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية