"إعلام إسرائيلي": اعتقال أمريكيين في طهران بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل
"إعلام إسرائيلي": اعتقال أمريكيين في طهران بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال مواطنَين أمريكيين من أصول يهودية داخل إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، في وقت يتزايد فيه الضغط الأمني على الجالية اليهودية بشكل غير مسبوق، بحسب مصادر من داخل طهران.
وأفادت القناة 11 الإسرائيلية، الاثنين، أن السلطات الإيرانية اعتقلت اثنين من المواطنين الأمريكيين اليهود خلال الحرب الأخيرة، بشبهة التجسس لأجل إسرائيل، موضحة أن أحد المعتقلين أُطلق سراحه بكفالة، في حين لا يزال الآخر رهن الاحتجاز حتى لحظة إعداد التقرير.
وذكرت القناة أن الشخص المُفرج عنه هو يهودي من أصول إيرانية يقيم في لوس أنجلوس، أما الثاني يعيش في نيويورك، وقد غادر إيران منذ أكثر من 30 عامًا، مشيرة إلى أن كليهما توجها إلى البلاد في زيارة عائلية، لكن توقيت دخولهما تزامن مع أوضاع أمنية شديدة الحساسية، بحسب ما نقله مصدر مشارك في جهود إطلاق سراحهما.
حملة ضد يهود إيران
كشفت القناة ذاتها أن هذين الأمريكيين هما من بين ما لا يقل عن 35 يهوديًا اعتُقلوا أخيراً في إيران، على خلفية الاشتباه في وجود صِلات لهم مع إسرائيل، فيما أُفرج عن 11 منهم لاحقًا، ولا يزال خمسة أشخاص رهن الاحتجاز.
ووفقًا لمصادر من داخل الجالية اليهودية في إيران، فإن التحقيقات الأخيرة "غير مسبوقة"، وقد خلقت أجواءً من "الخوف والذعر" في أوساط اليهود الإيرانيين، لا سيما بعد أن شملت التحقيقات أيضًا استدعاءات أمنية في مدينتي طهران وشيراز، تركزت حول علاقات مفترضة مع أقارب في إسرائيل.
وفي سياق متصل، دقّ خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرين من أن ما بعد الحرب قد يتحول إلى مبرر لتوسيع حملة القمع الداخلي في إيران. ففي بيان صدر بتاريخ 13 يوليو الجاري، شدد هؤلاء الخبراء على أن "انتهاء المواجهة العسكرية لا يمنح غطاءً لتصفية المعارضين أو اضطهاد الأقليات".
وبالتزامن، وجّه عشرات النشطاء المدنيين الإيرانيين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولي حقوق الإنسان، بتاريخ 26 يوليو الجاري، أعربوا فيها عن قلقهم البالغ من "تصعيد غير مسبوق" في الاعتقالات والاستدعاءات والضغوط الأمنية داخل البلاد، متهمين السلطات الإيرانية باستغلال أجواء الحرب لتصفية الحسابات الداخلية، وسط صمت دولي مقلق.
بيئة سياسية مغلقة
يرى مراقبون أن الاعتقالات الأخيرة، ولا سيما اعتقال مواطنين أمريكيين يهود، تسلط الضوء على طبيعة النظام الإيراني الذي بات يستخدم ملف التجسس والارتباط بإسرائيل ذريعةً لتبرير حملة أمنية ضد أبناء الطوائف غير المسلمة داخل البلاد.
وتُعد هذه الحملة امتدادًا لسياسة التضييق على الحريات الدينية، والتي طالت في السابق البهائيين والمسيحيين والناشطين المدنيين، ولكنها الآن تأخذ منحًى جديدًا أكثر حدة، في أعقاب التوتر العسكري الذي عمّق من هواجس النظام الأمنية.
في هذا السياق، تُحمّل منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي مسؤولية الصمت، محذّرة من أن تجاهل ما يحدث في إيران قد يدفع باتجاه مزيد من الانزلاق نحو الاستبداد الداخلي، وتفشي حالات الاعتقال التعسفي والتنكيل بالأقليات، خاصة في ظل غياب أي رقابة أو مساءلة دولية فعالة.