منتج تأميني جديد "ضد الجفاف" لتمكين النساء في كينيا

فقدت عائلة "ماما ناسيكو" نصف ماعزهم وماشيتهم، بعد انتهاء موسم الأمطار دون هطول أمطار على الإطلاق، سألتها صديقتها "ماما نابولو" عما إذا كانت قد سمعت عن التأمين الذي يساعد في الجفاف، وهو نوع جديد ليس للماشية فقط"

رويت هذه القصة برسوم هزلية خلال اجتماع مجتمعي أخير في سامبورو، كينيا، وهي منطقة ريفية نائية حيث المناخ جاف للغاية، في الوقت الذي تعد فيه الثروة الحيوانية هي الوسيلة الوحيدة لكسب العيش.

كانت النساء في هذا الاجتماع يشاركن في برنامج يوفر لهن التمويل والتدريب لبدء مشروع صغير، الآن يتعلمن عن "تأمين العائلة"، الذي يمكن أن يساعدهن في رعاية أسرهن أثناء الجفاف.

قال مدير مختبر MRR للابتكار والمشارك في إنشاء هذا النوع الجديد من التأمين، مايكل كارتر: "تكمل (تأمين العائلة) Family Insurance مجموعة الدعم الذي تحتاجه النساء في هذه البيئة لبناء سبل عيش مستقلة ومرنة".

منذ عام 2017، قاد كارتر تجربة عشوائية لاختبار تأثيرات مشروع BOMA "بوما"، مشروع الوصول إلى رواد الأعمال الريفيين (REAP) المقترن بنموذج تأمين منخفض التكلفة مصمم في البداية لتغطية الثروة الحيوانية.

يوفر برنامج (REAP) للنساء اللاتي لديهن أقل الموارد المالية التدريب والتمويل لبدء مشروع تجاري، وترتبط معظم هذه الأعمال بالماشية أو هي متاجر صغيرة تديرها النساء خارج منازلهن.

ومع ذلك، فإن احتمال حدوث جفاف مدمر في سامبورو يمثل تهديدًا دائمًا، وعندما تفقد عائلاتهم الماشية، يمكن لأصحاب الأعمال الجديدة هؤلاء أن يخسروا جميع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.

قال كبير العلماء والاقتصاديين في المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI) والمتعاون في دراسة، ناثان جنسن: "تغير المناخ يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع".

عندما بدأ مشروع "بوما" عمله في سامبورو، اقترح كارتر إقران REAP مع تأمين الثروة الحيوانية المستند إلى المؤشر (IBLI)، حتى يتمكن الناس من شراء الأعلاف والأدوية لإبقاء الماشية على قيد الحياة.
وكان أول تفكير لكارتر هو أن IBLI سيكون أداة جاهزة لإدارة المخاطر للمشاركين في برنامج REAP في سامبورو، ولكن منذ أن بدأ اختبار البرامج المزدوجة، أدرك أن هذا النوع من التأمين قد لا يجذب النساء في سامبورو، حيث يتحكم الرجال في مواشي الأسرة بالإضافة إلى المدفوعات التي تأتي من التأمين عليها.

قال الخبير الاقتصادي بجامعة سان فرانسيسكو أندرو هوبز، والذي شارك في هذا البحث منذ عام 2019، إنه عندما تُقتل الماشية بسبب الجفاف في سامبورو، يفقد الرجال بسرعة قدرتهم على المساهمة في نفقات الأسرة مثل الطعام أو تعليم الأطفال، وبدون أصولهن الخاصة، فإن النساء لديهن خيارات قليلة لتعويض الفرق.

قالت هوبز: "غالبًا ما تنقل الصدمات مثل الجفاف عبء توفير السلع المنزلية العامة للنساء.. هذا يعني غالبًا أن النساء يأكلن أقل للتأكد من أن أطفالهن يتغذون.. تم تصميم التأمين لهذا الظرف فقط، في حالة الصعوبات، يمكن لمدفوعات التأمين أن تساعد الأسرة في الوصول إلى أوقات أفضل".

وقال كارتر: "وجدنا بسرعة أن النساء في هذه المجتمعات يدركن جيدًا تعرضهن غير المباشر لمخاطر المراعي وما يعنيه ذلك بالنسبة لمسؤوليتهن في إطعام ورعاية أسرهن.. لقد جاءت لحظة أدركنا عندها أن إعادة صياغة التأمين للتحدث إلى المخاطر والمسؤوليات غير المباشرة للمرأة سيكون أمرًا بسيطًا نسبيًا"، وابتكر كارتر وهوبز فكرة "تأمين العائلة" التي تركز على الرفاهية الجماعية للعائلة.

وقال هوبز: "لا يحد تأمين الأسرة من الطريقة التي يقرر بها الناس استخدام الأموال، بمعنى أنه يمكنك استخدام هذه الأموال للماشية أو الرسوم المدرسية أو الطعام أو أي شيء تحتاجه".

اختبر هوبز فكرة تأمين الأسرة لأول مرة في سامبورو في عام 2019 باستخدام SimPastoralist، وهي لعبة تعتمد على الكمبيوتر اللوحي ابتكرها لمحاكاة 10 مواسم من بيع وشراء الماعز مع خيارات إضافية لتأمينها ضد الجفاف.

اختبر SimPastoralist مع أزواج يلعبون سويًا أو فرديًا، ووجد أن النساء اللواتي لعبن بدون أزواجهن اشترين ضعف تأمين الأسرة.

وفي عام 2021 أطلقوا المبيعات الأولى، سيكلف التأمين على الأسرة 1056 شلنا كينيا (حوالي 9 دولارات) مقابل دفع تأمين محتمل قدره 5600 شلن كيني (حوالي 50 دولارًا)، تصل مدفوعات الجفاف مباشرة إلى حسابات M-Pesa الخاصة بالنساء على هواتفهن المحمولة.

وفقًا لأحدث بيانات مبيعات التأمين، أدى نهج تأمين الأسرة إلى زيادة بنسبة 20% في عدد العائلات التي اشترت التأمين، وأولئك الذين اشتروا هذا التأمين زادوا المبلغ المؤمن عليه بنسبة 40%.

قال كارتر: "هذه الأرقام أولية وصغيرة من حيث الأهمية الإحصائية، لكنها واعدة وتوفر أساسًا قويًا لمزيد من الدراسة".

تم إجراء هذا العمل كجزء من برنامج أبحاث CGIAR حول الثروة الحيوانية وبدعم من المساهمين في الصندوق الاستئماني للجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية.

وتم إجراء هذا العمل بأموال مقدمة من WEE-DiFine، وهي مبادرة بحثية لمعهد BRAC للحوكمة والتنمية تسعى إلى إنشاء مجموعة شاملة من الأدلة التي تتناول تأثير الخدمات المالية الرقمية (DFS) على التمكين الاقتصادي للمرأة (WEE) والآليات السببية بين الاثنين، من خلال تمويل البحوث الدقيقة عبر جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا.